للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وميقاتُ أهلِ المشرقِ "ذَاتُ عِرقٍ" (١).

وهذهِ المواقيتُ لأهلِها، ولمن يمرُّ عليهَا مِن غيرِ أهلِها (٢). (وَمَنْ مَنْزِلُهُ دُونَ المِيْقَاتِ، فَمِيْقَاتُهُ مَنْزِلُهُ) -كأهل عُسفان (٣) -، ونحوِه، فميقاتُه من منزلِه لحجِّ وعمرةٍ (٤). وهذِه المواقيتُ جميعُها ثبتَتْ بالنصِّ (٥)، لحديثِ ابنِ عباس، قال: "وقَّتَ رسُولُ الله لأَهلِ المدِينةِ ذَا الحُليفةِ، ولأهلِ الشامِ الجُحفةَ، وَلأهلِ نَجْدٍ قَرْن (٦)، ولأهلِ اليمنِ يَلَملَم، "هُنَّ لهنَّ وَلمَنْ أَتَى علَيهِنَّ مِنْ غَيرِ أَهلِهنَّ ممَّنْ يُريدُ الحَجَّ وَالعُمرَةَ، وَمَن كَانَ دُونَهُنَّ فَمُهَلُّه مِنْ أَهْلِهِ وَكذَلِكَ أَهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْهَا" متفقٌ عليه (٧). ومنْ كانَ له منزلانِ، جازَ أن يُحرمَ من أقربِها إلى مكة (٨)، والأَولَى: منَ البعيدِ (٩).


= فيه طريقُ الطائف إلى مكةَ المار بنخلة اليمانية، يبعد عن مكة حوالي ٨٠ كم وعن الطائف ٥٣ كم. انظر: معجم المعالم الجغرافية ٢٥٤، تهذيب الأسماء ٢/ ١٠٩، معجم الأمكنة ٣٦٣.
(١) انظر: المقنع ١١١، منتهى الإرادات ١/ ١٧٨، الروض المربع ١/ ٤٦٤.
و"عِرْق": جبل يشرف على قرية فنسبت إليه. وطريقها عُرف قديمًا باسم درب زبيدة، ويُعرف اليوم بـ "الضريبة"، وهي قرية صغيرة في شمال شرقي مكة تبعد عنها حوالي ١٠٠ كم، واليوم يعتبر هذا الميقات نائيًا عن الطرق الحديثة، فالحجاج يحرمون من السيل الكبير، ولكن تبقى أهميته من أجل المحاذاة في الجو. انظر: معجم البلدان ٥/ ٢٦٢، معجم المعالم الجغرافية ١٩٣، الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي ج ٣ ق ١/ ٢٦٢، معالم مكة ١٦٠.
(٢) انظر: مختصر الخِرقي ٥٤، عمدة الفقه ٣٩، الإقناع ١/ ٥٥٢.
(٣) عُسفان: -بضم العين وسكون السين- بلد بين مكة والمدينة، بينها وبين مكة ٤٩ ميلًا، أي: قرابة ٨٠ كم، سميت عُسْفان لتعسف السيل منها -أي: سيره بشدة-، تقع على ميلين ونصف من غدير الأشطاط، وهي منهلة من مناهل الماء في الطريق بين مكة والجحفة، وهي ملتقى ثلاثة طرق: إلى المدينة، ومكة، وجدة، انظر: الروض المعطار ٤٢١، معجم ما استعجم ٣/ ٩٤٢، معجم الأمكنة ٣٢٧، المناسك وأماكن طريق الحج ٤٦٣.
(٤) انظر: الكافي ١/ ٣٨٨، منتهى الإرادات ١/ ١٧٨، الروض المربع ١/ ٤٦٥.
(٥) انظر: المستوعب ١/ ٥١٨، شرح العمدة ١/ ٣٠٢، المبدع ٣/ ١٠٨.
(٦) كذا في الأصل. والذي في الصحيحين: (قرن المنازل). فلعله سقطت سهوًا، أو رواه بالمعنى فيجب أن يُنصبَ (قرنًا)؛ لأنه مفعول به.
(٧) أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب مهل أهل مكة للحج والعمرة (١٥٢٤) ٢/ ٥٤٤، ومسلم -واللفظ له- في كتاب الحج باب مواقيت الحج والعمرة (١١٨١) ٢/ ٨٣٨.
(٨) انظر: الإنصاف ٣/ ٤٢٥، الإقناع ١/ ٥٥٢، غاية المنتهى ١/ ٣٦٣.
(٩) احتياطًا. انظر: الإنصاف ٣/ ٤٢٥، كشاف القناع ٢/ ٤٠١، مطالب أولي النهى ٢/ ٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>