للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ عَنْهُمَا حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا" (١).

(وَمَنْ أَحْرَمَ وَأَطْلَقَ) الإحرامَ فلَمْ يعيِّن نسكًا (صَحَّ) إحرامُه (٢)، (وَ) له (صَرَفَهُ) أي: الإحرام (لما شَاءَ) منَ الأنساكِ (٣). (وَمَا عَمِلَ) منْ طوافٍ وغيرِه (قَبْلَ) صرفِه لحجٍّ أو عمرةٍ، (فَلَغْوٌ) لا يُعتد به (٤). (لَكِنَّ السُّنَّةَ لِمَنْ أَرَادَ نُسُكًا) من تمتعٍ، أو إفرادٍ، أو قرانٍ، (أَنْ يُعَيِّنَهُ) عندَ إحرامِه (٥). (وَ) يسنُّ (أَنْ يَشْتَرِطَ) عندَ نيةِ الإحرامِ (٦)، (فَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيْدُ النُّسُكَ الفُلَانِي، فَيَسِّرْهُ لِي، وَتَقَبَّلْهُ مِنِّي. وَإِنْ حَبَسَنِيْ حَابِسٌ فَمَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنيْ")، فإنه متى حُبِسَ بمرضٍ أو عذرٍ ونحوِه، فله التحللُ (٧)؛ لحديثِ بِنتِ الزبيرِ (٨): "حُجِّي وَاشْتَرِطيْ وَقُوْلِي: "اللَّهُمَّ


(١) أخرجه الترمذي في كتاب الحج، باب أن القارن يطوف طوافًا واحدًا (٩٤٨)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريبٌ. وقد رواه غير واحد عن عبيد الله بن عمر ولم يرفعُوه، وهو أصح" ٣/ ٢٨٤. وأخرجه ابن ماجه في كتاب المناسك، باب طواف القارن (٢٩٧٥) ٢/ ٩٩٠، وابن حبان ولفظه: "مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ طَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا، ثُمَّ لَمْ يَحِلَّ حَتَّى يَحِلَّ مِنْ حَجَّتِهِ" (٣٩١٥) ٩/ ٢٢٣. والحديث قيل بضعفه، وردَّ ذلك ابن حجر في الفتح ٣/ ٤٩٦، وصححه الألباني سنن الترمذي ٢٢٧.
وقد رويَ الحديث من فعل النبي عند النسائي من حديث جابر قال: "لَم يَطُفِ النَّبيُّ وَأَصحَابُه بَينَ الصفَا وَالمَرْوَةِ إِلَّا طَوَافًا وَاحِدًا" (٢٩٨٦) ٥/ ٢٤٤.
ورويَ موقوفًا مِن فعلِ ابنِ عمرَ ولفظُه: "أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ أَوجَبْتُ مَعَ عُمرَتِي حَجًّا". قالَ: ثُمَّ قدِمَ فطَافَ لهمَا طَوَافًا وَاحِدًا. ورَفَعهُ إِلى النَّبيِّ . أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب طواف القارن (١٦٣٩) ٢/ ٥٩٠، ومسلم في كاب الحج، باب بيان جواز التحلل بالإحصار وجواز القران (١٢٣٠) ٢/ ٩٠٣.
(٢) انظر: المحرر ١/ ٢٣٦، المقنع ١١٣، الروض المربع ١/ ٤٧١.
(٣) بالنيةِ. انظر: الكافي ١/ ٣٩٣، الممتع ٢/ ٣٣٣٧، معونة أولي النهى ٣/ ٢٤١.
(٤) انظر: الفروع ٥/ ٣٧٩، المبدع ٣/ ١٣٠، غاية المنتهى ١/ ٣٦٩.
(٥) انظر: المستوعب ١/ ٥٣٠، المغني ٥/ ٩٥، منتهى الإرادات ١/ ١٧٩.
(٦) انظر: الهداية ١٠٩، المقنع ١١٢، الروض المربع ١/ ٤٦٩.
(٧) انظر: المستوعب ١/ ٥٣٠، الشرح الكبير ٣/ ٢٣١، الممتع ٢/ ٣٣٠.
(٨) هي: ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية. زوجة المقداد بن الأسود، وأخت أم حكيم بنت الزبير. روى عنها: الأعرج، وعروة بن الزبير، وابن عباس. انظر: أسد الغابة ٧/ ١٧٧، الاستيعاب ٤/ ١٨٧٤، معرفة الصحابة ٥/ ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>