للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غيره (١). وما لا مثلَ لهُ -كقيمةِ الحشيش- يخير فيها؛ كجزاء الصيد الذي لا مثل له، حكمُ ما سبق قريبًا (٢).

تتمة: يكرهُ إخراجُ ترابِ الحرمِ، وحجارتِه إلى الحلِّ (٣)، نصَّ عليهِ الإمامُ؛ لأنهُ قالَ: "لَا يُخرَجُ من ترابِ الحرمِ ولا يُدخلُ مِن الحِلِّ، وهوَ قولَ (٤) ابن عمرَ، وابن عباسٍ (٥). ولا يُخرَجُ مِن حجارةِ مكةَ إلى الحلِّ. والخروجُ أشدُّ" -يعني: أشدُّ كراهةً-. قالَ الإمامُ أحمدُ: "فإن أرادَ أنْ يستشفيَ بطيبِ الكعبةِ لم يأخذْ منهُ شيئًا، ويلزقُ عليها طيبًا من عندِه ثمَّ يأخذُه" (٦). قال في "المنتهى": "لا وضع الحصا في المساجد"، أي: لا يكرَه. "ويحرُم إخراج ترابها وطينها" (٧). انتهى. ولا يكره إخراج ماء زمزم (٨)،


(١) انظر: المبدع ٣/ ٢٠٥، الإنصاف ٣/ ٥٥٧، الإقناع ١/ ٦٠٧، معونة أولي النهى ٣/ ٣٦٥.
(٢) انظر: معونة أولي النهى ٣/ ٣٦٥، كشاف القناع ٢/ ٤٧١.
(٣) انظر: المستوعب ١/ ٥٧٠، الكافي ١/ ٤٢٥، منتهى الإرادات ١/ ١٩٦.
(٤) في الأصل (وهو قال) وهو سهو نتج عن تعديل في الكلام قبله. ونص قول الإمام -كما نقله عنه ابن قدامة-: "كذلك قال ابن عمر .. ".
(٥) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف العراقيين قالَ: "سمعْتُ ابنَ أبِي ليلَى يحدِّثُ عن عطاءِ بنِ أبي ربَاحٍ، عن ابنِ عباسٍ، وابنِ عمرَ : أنَّهما كَرِها أَن يُخرَجَ مِن ترابِ الحرَمِ وَحِجارَتهِ إِلى الحِلِّ شَيئًا". الأم ٨/ ٣٤٤. وأخرجه ابن أبي شيبة وزاد فيه: "أو يُدخَلَ مِن ترابِ الحلِّ إلَى الحَرَم" (١٤٣٤٦) ٣/ ٢٩٤، والبيهقي (١٠٢٧٧) ٥/ ٢٠١. قال الشافعي: "وقالَ غيرُ واحدٍ مِن أَهلِ العلمِ: لا يَنبغِي أن يُخرجَ مِن الحرمِ شيءٌ إلَى غيرِه". انظر: الأم ٨/ ٣٤٥.
(٦) لم أجد عن الإمام أحمد شيئًا في إخراج حجارة الحرم أو طيبِ الكعبة شيئًا. لكنه قال في مسائل إسحاق بن منصور وقد سألَه: يُخرَجُ من حجارةِ مكةَ وترابِها إلى الحلِّ؟ فقالَ: "كأنَ الخُروجَ مِنها أشدُّ". ٥/ ٢٣٠٧. وقد نقل هذا القول عنه: ابن قدامةَ في المغني ٥/ ٤٦٤، والبرهان ابن مفلح في المبدع ٣/ ٢٠٦.
(٧) انظر: منتهى الإرادات ١/ ١٩٦. وانظر في المسألة: الفروع ٦/ ١٦، غاية المنتهى ١/ ٣٩٥، كشاف القناع ٢/ ٤٧٢.
(٨) ماء زمزم: هي ماء البئر المباركة المشهورة في المسجد الحرام، فجَّرها الله تعالى عينًا لأم إسماعيل وابنها، ثم طمرها مضاض الجرهمي، واستخرجها بعد ذلك عبد المطلب. سميت زمزم؛ لكثرة مائها، أو لأن أم إسماعيل كانت تقول: زِمْ زِمْ أي: انمُ وزد. وتسمى: زمزم، وبرة، ومضنونة. ذَرْعُ غورِها: ستون ذراعًا، وفي قعرها ثلاثة عيون. انظر: أخبار مكة للفاكهي ٢/ ٣٨، ٧٤ معالم مكة ١٢٣ تاريخ الكعبة ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>