للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأَسْوَدِ) (١) (٢)؛ لقول جابر: "إن رسولَ الله لمَّا قدِمَ مكة أتَى الحَجَرِ فاسْتَلَمَه .. " الحديث. رواهُ مُسلِم (٣). (وَتَقْبِيْلُهُ) أي: يُسن تقبيل الحجر الأسود من غير صوت يظهر للقُبلَة (٤)؛ لحديث ابن عمر: "أن النبي استقبلَ الحجَرَ، ووضَعَ شفَتَيْهِ علَيه يبْكِي طويلًا، ثم التفتَ فإذَا هو بِعُمَرَ يبكي، فقال: "يَا عمرُ، هَاهُنَا تُسْكَبُ العَبَرَاتُ". رواه ابن ماجه (٥). فإن شقَّ تقبيلُه استلمَهُ، وقبَّلَ يده (٦)؛ لما روي عن ابن عباس: "أن النبي استلَمَهُ وقبَّلَ يدَهُ" (٧). فإن شقَّ استلمَهُ بِشَيء وقبَّلَه (٨)؛ روي عن ابن عباس موقوفًا (٩).


(١) الحجر الأسود: هو حجر صقيل بيضوي، وهو ملصق في الركن الذي إلى جهة الشرق، وجوانبه مشدودة بصفيحة من فضة، ومن عنده ابتداء الطواف. وهو حجر من حجارة الجنة، نزل به جبريل من السماء، وهو أشد بياضًا من الثلج، لكن سؤَدته خطايا بني آدم. وهو يمين الله في الأرض. انظر: أخبار مكة للفاكهي ١/ ٨٤، تاريخ الكعبة ٢١.
(٢) انظر: الشرح الكبير ٣/ ٣٨٤، المحرر ١/ ٢٤٥، الإقناع ١/ ١٣.
(٣) تقدم تخريجه في شروط صحة الطواف قبل قليل.
(٤) انظر: الهداية ١٢٠، الكافي ١/ ٤٣٥، الإنصاف ٤/ ١٩، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥٧١.
(٥) في كتاب المناسك، باب استلام الحجر (٢٩٤٥) ٢/ ٩٨٢.
وأخرجه الحاكم وصححه (١٦٧٠) ١/ ٦٢٤، وكذا ابن خزيمة (٢٧١٢) ٤/ ٢١٢. وضعفه البوصيري لأجل "محمد بن عون" ضعفه ابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والبخاري، والنسائي، وغيرهم ٢/ ١٢٢، وكذا قال المناوي في فيض القدير ٦/ ٣٥٢، وضعف الحديث أيضًا ابن حجر في تهذيب التهذيب ٣٠/ ٣٨٥، والألباني في الإرواء ووهَم الحاكمَ في تصحيحه له ٤/ ٣٠٨.
(٦) انظر: الهداية ١٢٠، المستوعب ١/ ٥٧٦، الفروع ٦/ ٣٣.
(٧) المروي عن ابن عباس إنما هو من فعله هو ، أخرجه ابن أبي شيبة (١٤٥٥٥) ٣/ ٣١٦، وأخرجه الشافعي في الأم من فعل جابر، وابن عمر، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عباس (١١٣٧) ٣/ ٤٣٠. ومن طريقه أخرجه البيهقي (٩٤٩٤) ٥/ ٧٥.
والمرفوع هو من حديث نافع: أنَّه رأَى ابنَ عمَرَ استلمَ الحجَرَ بيدِه وَقبلَ يدَهُ، وقالَ: "ما تركتُه مُنذ رَأيتُ النبيَّ يفعلُه". أخرجه مسلم في كتاب الحج، باب استحباب استلام الركنين اليمانيين في الطواف (١٢٦٨) ٢/ ٩٢٤.
(٨) انظر: الكافي ١/ ٤٣١، المبدع ٣/ ٢١٤، منتهى الإرادات ١/ ٩٨.
(٩) الموقوف: هو ما أسنده الراوي إلى الصحابي ولم يتجاوزْهُ. أو: هو ما يروى عن الصحابة من أقوالهم أو أفعالهم ونحوها. وهو مصطلح مختص بالصحابي ولا يستعمل فيمن دونه إلا مقيدًا. والموقوف يسميه كثير من الفقهاء والمحدثين أثرًا، وفي مقابله: "الخبر" وهو ما روي عن النبي . انظر: النكت على ابن الصلاح ١/ ٥١٢، معجم مصطلحات الحديث ٥١١. ولم أجد في الباب موقوفًا على ابن عباس إلا ما جاء عند ابن أبي شيبة عن عطاء: =

<<  <  ج: ص:  >  >>