كتاب مسلك الراغب لشرح دليل الطالب

(كتاب الحج) - باب صفة الحج والعمرة، وما يتعلق بذلك - ج: 2 - ص: 185

الحجِّ على الركوبِ (١). وهو ظاهرُ كلام ابنِ الجوزي (٢) في مثير عزم الساكن (٣).

ويكثرُ من الدعاءِ، والاستغفارِ، والافتقارِ، ويلِحُّ في الدعاءِ - بأن يكرِّرَ الدعاءَ ثلاثًا -، ولا يستبطئُ الإجابةَ (٤)، ويكثر من قول": "لَا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيْتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمْوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوْرًا، وَفِي بَصَرِي نُوْرًا، وَفِي سَمْعِي نُوْرًا، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِيْ" (٥). ويدعُو بما أحبَّ؛ لحديث: "أَفْضَلُ الدُّعَاءِ يَوْمُ عرفةَ، وَأَفْضَلُ مَما قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ". رواه مالكٌ في "الموطأ" (٦).

---

= لأبي الخطاب. المدخل لابن بدران ٢٤٥، المدخل المفصل ٢/ ٩٧٥.
وأبو يعلى الصغير هو: أبو يعلى، محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد القاضي الصغير. (٤٩٤ - ٥٦٠ هـ) سمع وتفقه على أبيه، وعمه القاضي أبي الحسين، وسمع من أبي البركات العاقولي. وتفقه عليه: أبو إسحاق الصقال، وأبو العباس القَطِيعي، وأبو البقاء العكبري، وجماعة. برع في المذهب والخلاف والمناظرة. من تصانيفه: "التعليقة" في مسائل الخلاف. و"المفردات" و"شرح المذهب". انظر: المنهج الأحمد ٣/ ١٧٣، تسهيل السابلة ٢/ ٦٠٢، المقصد الأرشد ٢/ ٥٠٠. وفي المدخل لابن بدران وهِم ﵀ حين ذكر أن أبا يعلى الصغير هو ابن القاضي أبي يعلى، صاحب طبقات الحنابلة، والصحيح: أنه حفيد القاضي. كما نبَّه على ذلك الشيخ بكر أبو زيد في مدخله. وانظر: المدخل لابن بدران ٢١٦، المدخل المفصل ١/ ٨٨، مصطلحات الفقه الحنبلي ص ١٠٣.
(١) نقله عنهما ابن مفلح في الفروع ٦/ ٤٨، والمرداوي في الإنصاف ٤/ ٢٩.
(٢) هو: أبو الفرج، عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي البكري القرشي. تقدمت ترجمته في الجزء الأول.
(٣) فإنه عقد بابًا في فضل حج الماشي. انظره في: ١/ ١٥١.
وكتاب ابن الجوزي هذا من روائع ما أُلِّف عن الحرمين الشريفين، جمع فيه أصنافًا من العلوم ما بين مسائل فقهية، وأخبار الحجاج والزوار، وطائفة من المواعظ، وأخبار مكة والمدينة والكعبة والمشاعر، وغيرها من الفرائد والفوائد، التي جعلته متميزًا من بين المصنَّفات المؤلفة في بابه. والكتاب مطبوع بتحقيق: ناصر الميمان في الرياض.
(٤) انظر: مختصر الخرقي ٦٠، المغني ٥/ ٢٦٨، الفروع ٦/ ٤٩.
(٥) انظر: المستوعب ١/ ٥٨٦، الكافي ١/ ٤٤٢، المحرر ١/ ٢٤٦.
والأثر أخرجه ابن أبي شيبة من حديث علي بن أبي طالب ﵁ (٢٩٦٥٦) ٦/ ٨٤، والبيهقي (٩٧٤٥) وضعَّفه لأجل "موسى بن عُبيدة" ضعيف، ولم يُدرك أخوه عليًّا ٥/ ١١٧، وضعفه ابن الملقن به وبأخيه "عبد الله" فمانه ضعيف أيضًا بل منكر الحديث. البدر المنير ٦/ ٢٢٦.
(٦) من حديث طلحة بن عبيد الله بن كَريز بزيادة: "دُعَاءُ يَوْم عَرَفَةَ" أخرجه في كتاب القرآن، باب ما جاء في الدعاء (٥٠٠)، والبيهقي (٩٧٤٣) وقالَ: هذا مرسل، وضعَّفه ٥/ ١١٧، =