للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطابِ -رضيَ الله تعالى) عنه- لم رضيَ (١) بأخذِهَا منهُم حتَى شهدَ عندَه سيدُنا عبدُ الرحمنِ بن عوفٍ (٢) -رضيَ اللهُ تعالى عنه-: "أنَّ النبي أخذَها من مجوسِ هجَر". رواه البخاري (٣). ولم تنهضْ في إباحةِ نسائِهِم وحلِّ ذبائحِهم؛ لأنه لا يكونُ إلا ممنْ يكن أبواهُ كتابيَّان (٤). وما عداهُم فلا يقبلُ منهم إلا الإسلامُ أو القتلُ (٥)؛ لحديثِ: "أُمِرْتُ أَنْ أقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله" (٦) خُصَّ منه أهلُ الكتابِ ومن ألحِقَ بهمْ، كما تقدمَ، وبقيَ من عداهُم على الأصلِ. وأما أهلُ صحفِ إبراهيمَ وشيثٍ وزبورِ داودَ، فلا تقبلُ منهم الجزيةُ (٧)، لأنهم غيرُ أولئكَ، ولأن هذهِ لم تكنْ فيها شرائع، إنما هيَ مواعظُ وأمثالٌ. كذلكَ وصفَ النبيُّ صحفَ إبراهيمَ وزبورَ داودَ -عليهما الصلاةُ والسلام- في حديث أبي ذرٍّ (٨).


= ومن طريقه البيهقي (١٩١٢٢) ٩/ ١٨٨، وفيه "سعيد المَرزُبان"، وهو ضعيف جدًّا، وفيه: "عيسى بن عاصم"، وقد صُحِّف اسمه إلى نصر بن عاصمِ وهو أيضًا ضعيف. وفيه انقطاع أيضًا بين نصرٍ هذا وعلي، انظر: البدر المنير ٧/ ٦٢٥، تَنقيح التحقيق ٤/ ٦١٧، وقد ظنَّ الإمام الشافعي الإسناد متصلًا فأخذ به وليس كذلك. قاله ابن حجر في التلخيص ٣/ ٣٦٤.
(١) كذا في الأصل. ولعل الأشئ: لم يرضَ؛ لأن أدوات الجزم تختص بالدخول على الفعل المضارع.
(٢) هو: أبو محمد، عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث القرشي الزهري (بعد الفيل بعشر سنين- ٣١ هـ). أسلم على يد أبي بكر الصديق ، ثامن ثمانية من الصحابة، وهاجر إلى الحبشة، وإلى المدينة. شهد بدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلَّها مع النبي ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة. وكان كثيرًا ما يحمل في سبيل الله. روى عنه: ابن عباس، وابن عمر، وبنوه: إبراهيم، وحميد، وأبو سلمة. انظر: أسد الغابة ٣/ ٤٨٠، الاستيعاب ٢/ ٨٤٤، معرفة الصحابة ٣/ ٢٦٠، الإصابة ٤/ ٣٤٧.
(٣) أخرجه في كتاب الجزية والموادعة، باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب (٣١٥٧) ٣/ ١١٥١.
(٤) كذا في الأصل، والصواب: (ممَّن يكونُ) من غير جزم. و (كتابيَّين)، لأنه خبر كان.
(٥) انظر: مختصر الخرقي ١٣٢، المستوعب ٣/ ٢٠٧، المحرر ٢/ ١٨٢.
(٦) تقدم تخريجه في أحكام من أسلم من الأسارى.
(٧) انظر: الهداية ١٤٩، الكافي ٤/ ٣٤٦، الإقناع ٢/ ١٢٧.
(٨) حديث أبي ذر الطويل في ذكر شمائل الإسلام وشرائعه. وفيه: قلت: يا رسولَ الله، ما كانت صحيفةُ إبراهيم؟ قالَ: "كَانَتْ أَمْثَالًا كُلَّهَا … ثم قال: قلت: فما كان صحف موسى؟ قال: "كَانتْ عِبَرًا كلهَا … " الحديث. أخرجه أبو نعيم في الحلية ١/ ١٦٦، وابن حبان في صحيحه (٣٦١) ٢/ ٧٦. وفيه "إبراهيم بن هشام الغساني" كذبه أبو حاتم وأبو زرعة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>