= البخاري حديثًا واحدًا معلقًا كما قال الحافظ في "هدي الساري"(ص ٤٧٩).
وقد سأل ابن أبي حاتم أباه هذا الحديث كما في العلل (٢/ ٣٢: ١٥٧٥)، لكنه جعله من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وجعل لفظه:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يشرب في الإناء المجبوب"، ولذا قال أبو حاتم:"هذا حديث منكر وابن أبي حبيبة ليس بالقوي".
قلت: ولعله إنما حكم عليه بالنكارة لكونه جعله من طريق ابن أبي حبيبة، مع ضعفه، وهو إنما يعرف من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري إضافة إلى مخالفة متنه.
وبناء على ما سبق فالحديث ضعيف لكن يشهد له حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "نهى عن اختناث الأسقية".
أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح"(١٠/ ٩١، ٩٢: ٥٦٢٥، ٥٦٢٦)، ومسلم في صحيحه (٣/ ١٦٠٠: ٢٠٢٣)، وأبو داود في سننه (٤/ ١١٠: ٣٧٢٠)، والترمذي في سننه (٤/ ٢٦٩: ١٨٩٠)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه في سننه (٢/ ١١٣١: ٣٤١٨)، وأحمد في المسند (٦/ ٣، ٦٧، ٦٩، ٩٣)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان"(١٢/ ١٣٧: ٥٣١٧)، والدارمي في سننه (٩/ ١١٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٣٨٥، ٨/ ٣١١)، وفي "شعب الإيمان"(١١/ ٥، ٨: ٥٦١٥، ٥٦١٦، ٥٦١٧، ٥٦١٨)، والطيالسي في مسنده (ص ٢٩٥: ٢٢٣٠)، وأبو يعلى في مسنده (٢/ ٢٨٠: ٩٩٦) و (٢/ ٣٦٥: ١١٢٤)، وعبد الرزاق في مصنفه (١٠/ ٤٩٠: ١٩٥٩٩)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٥/ ١٠٢: ٢٤١٢٧)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(٤/ ٢٧٧)، والبغوي في "شرح السنة"(١١/ ٣٧٦، ٣٧٧: ٣٠٤١).
ويشهد له كذلك حديث جابر الآتي برقم (٢٤٣٤) وشاهده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.