وبعد هذه الرحلة الطويلة الشاقة والممتعة، مع هذا الجزء من "المطالب العالية"، وجدت فيه لذة البحث، والمطالعة، والتخريج، والتحقيق، وقضيت فيه وقتًا من الزمن مع أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووجدت فيه قرة العين، وانشراح الصدر بتقديم شيء من الجهد الذي أتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى أولًا وأخيرًا، وأُساهم به -مع غيري- من السلف والخلف في إخراج كنوز التراث العظيم الذي خلَّفه لنا أسلافنا، مع المحافظة عليه، والذود عن حياض الدين والسُنَّة، ونشر العلم لطلابه، وتقريبه لعامَّة النَّاس، ومع خاتمة هذا العمل أسطر بعض النتائج والثمرات التي استفدتها من هذا البحث:
١ - حفظ الله سبحانه وتعالى للسنة النبوية، وتكلفه سبحانه وتعالى بذلك -كما تكفل بحفظ القرآن-، ويتضح ذلك من خلال الاطلاع على جهود أولئك الرجال الأفذاذ في خدمة السُنَّة، حيث هيأهم الله لذلك، فحفظوها، وحافظوا عليها، وبذلوا من أجل ذلك مهج أرواحهم، وغالي أموالهم وأوقاتهم، ولم يدخروا في ذلك وسعًا