= فلسائل أن يسأل: لماذا يندم عمر على رجوعه ويستغفر وكأنه اقترف ذنبًا؟ كما في حديث الباب.
وقد أشكل ذلك على القرطبي في المفهم، فقال: لا يصح ندم عمر على رجوعه، وكيف يندم على فعل ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرجع عنه ويستغفر منه؟!.
ورد الزركشي في الجزء الذي جمعه في الطاعون: كما في بذل الماعون (ص ٢٨٦) على القرطبي وقال: هذا إسناد صحيح وإني لأتعجب من القرطبي، كيف يرد الأخبار القوية بمثل هذا، مع إمكان الجمع!.
وقال الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (ص ٢٨٦): يحتمل أن يكون ندمه واستغفاره, لأنه خرج لأمر مهم من أمور المسلمين، فوصل إلى قريب البلد الذي كانت حاجته فيه، ثم رجع من ثم إلى المدينة، للحديث الذي سمعه في النهي عن القدوم عليه وكان يمكنه أن لا يفعل واحدًا من الأمرين، وهو أن لا يقدم على البلد الذي فيه الطاعون امتثالًا للحديث. ولا يرجع إلى المدينة في غير قضاء الحاجة التي خرج لها. ثم قال الحافظ: فلعله رأى أنه لو انتظر إلى أن يرتفع كان أولى من رجوعه، لما كان في رجوعه بالعسكر الذي كان يصحبه من المشقة عليهم وعليه، والخبر لم يرد بالأمر بالرجوع. وإنما ورد بالنهي عن القدوم. اهـ.