وعليه يرتقي حديث الباب بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره.
ويشهد للفظ الحديث ما أخرجه الطبراني (٢٤/ ١٥٥) من طريق علي بن عروة، عن عبد الملك، عن داود بن أبي عاصم، عن أسماء بنت عميس قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: نصف ما يُحفر لأمتي من القبور من العين. وعلي بن عروة قال عنه في التقريب (ص ٤٠٣): متروك، فالإسناد ضعيف جدًا، وذكره الهيثمي في المجمع (٥/ ١٠٦) وقال: فيه علي بن عروة الدمشقي وهو كذاب.
أما إثبات العين وأنها قد تسبق القدر فورد فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين. وغيرهما عن ابن عباس، وأبي هريرة، وحابس التميمي، وعائشة، وأسماء رضي الله عنهم.
أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما، فله عنه طريقان:
الأولى: عن طاووس، عن ابن عباس يرفعه: العين حق، ولو كان شيء سابق القدر صبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا.
أخرجه مسلم (ح ٢١٨٨)، والنسائي في الكبرى (٤/ ٣٨١) , والترمذي (٦/ ٢٣٣ التحفة)، والطبراني في الكبير (١١/ ٢٠)، والبيهقي في الكبرى (٩/ ٣٥١)، وفي الشعب (٧/ ٥٢٧) وفي الآداب (٣٨٠)، والطحاوي في مشكل الآثار (٤/ ٧٥)، وابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ٤١٧)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ١٧)، وفي تاريخ أصبهان (١/ ١٩١)، وابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٢٧١).
الثانية: عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- العين حق تستنزل الحالق.
أخرجه أحمد (١/ ٢٩٤)، والطبراني (١٢/ ١٨٤)، والحاكم (٤/ ٢١٥) كلهم من طريق دويد البصري، حدثني إسماعيل بن ثوبان، عن جابر بن زيد، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه الزيادة، ووافقه الذهبي. =