= وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان بلفظين مختلفين:
الأول: عن مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن الدواء الخبيث.
أخرجه أبو داود (١٠/ ٣٥٣ العون)، والترمذي (٦/ ١٩٩ التحفة)، وابن ماجه (ح ٣٤٥٩)، وأحمد (٢/ ٣٠٥، ٤٤٦، ٤٧٨)، والطحاوي في مشكل الآثار (٤/ ٢٦٤)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٤١٠)، والبيهقي في الكبرى (١٠/ ٥)، وفي الشعب (٥/ ١٨)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٧٥) وفُسَّر الدواء الخبيث في رواية ابن ماجه والترمذي أنه السُّم.
وفسره الحاكم بأنه الخمر وقال: بلا شك فيه.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
وسكت عليه الترمذي.
وقال البيهقي: وهذان الحديثان حديثنا وحديث أبي الدرداء: لا تداووا بحرام إن صحا، فمحمولان على النهي عن التداوي بالمسكر، أو على التداوي بكل حرام في غير حال الضرورة، ليكون جمعًا بينهما وبين حديث العُرنين، والله أعلم.
الثاني: عن أبي سيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: من أصابه شيء من هذه الأدواء فلا يفزعن إلى شيء مما حرم الله، فإن الله لم يجعل في شيء مما حَرّم شفاء.
أخرجه أبو نعيم في الطب (ق ١٥أ) وفيه يونس بن محمد العبدي الهيّاح، أو الصياح من شيوخ أبي نعيم، لم أجد له ترجمة.
وأما حديث أبي الدرداء فقد تقدم تخريجه في شواهد الحديث رقم (٢٤٤١).
وأما حديث أم سلمة: فسيأتي تخريجه في الحديث القادم رقم (٢٥٠٠).