= ولم أجد من أخرجه غير الحارث إلَّا أنه ورد مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أن رجلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ أخوه قد سقي بطنه، فقال: يا رسول الله! إن أخي قد سقي بطنه، فأتيت به الأطباء فأمروني بالكي أفكويه؟ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا تكووه. ورده إلى أهله، فمر به بعير فضرب على بطنه، فانخمص بطنه فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أما أنك لو أتيت به الأطباء لقلت: النار شفته أخرجه الطبراني في الثلاثة، الكبير (١٨/ ١٥٣)، والأوسط كما في مجمع البحرين (ق ٢٢١ ب)، والصغير (ح ٦٩١)، ومن طريقه أبو نعيم في الطب (ق٦٧ أ) من طريق عبد الله بن عيسى الخزار، حدّثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين به.
وهذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: ضعف عبد الله بن عيسى الخزار كما في التقريب (ص ٣١٧).
الثانية: الانقطاع بين الحسن، وعمران فهو لم يسمع منه كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص ٤٠).
ويشهد لمعناه أحاديث كثيرة جاءت في كراهية الكي ومدح تاركيه ومنها: حديث عبد الله بن مسعود قال: إن إناسًا أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بصاحب لهم فسألوه أنكويه؟ فسكت، فسألوه فسكت، ثم سألوه فقال -صلى الله عليه وسلم- أرضفوه أو حَرِّقوه وكَرَهَ ذلك.
أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح ١٩٥١٧)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (٩/ ٣٤٢)، وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٤/ ٣٢٠)، وابن أبي شيبة (٧/ ٤٢٤)، وأحمد (١/ ٤٢٦)، والحاكم (٤/ ٤١٦)، والنسائي في الكبرى (٤/ ٣٧٧).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: فيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس، إلَّا أنه صرح بالسماع في رواية النسائي فالحديث صحيح الإسناد. =