= وتصحف اسم يزيد عند البيهقي إلى مرثد، وجعله الحاكم شاهدًا لحديث عبادة الآتي وسكت عليه.
ومدار هذه الطرق على سعد بن سنان وهو صدوق كما تقدم.
ويشهد له أحاديث عن عبادة بن الصامت، وأبي أمامة، والزبير، ومعاوية رضي الله عنهم: أما حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، واوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم.
فأخرجه أحمد (٥/ ٣٢٣)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح ١١٦)، وفي الصمت (ح ٤٤٤)، وابن حبّان كلما في الإحسان (١/ ٢٤٥)، والطبراني في الكبير (المنتقى منه)، كما في الصحيحة (٣/ ٤٥٤)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (١/ ١٩٢)، والحاكم (٤/ ٣٥٨)، والبيهقي في الكبرى (٦/ ٢٨٨)، والبيهقي في الشعب (٤/ ٢٠٥)، كلهم من طريق المطلب بن حنطب، عن عبادة بن الصامت مرفوعًا.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله: فيه إرسال.
قلت: المطلب لم يسمع من عبادة بن الصامت فقد نقل العلائي في جامع التحصيل (ص ٢٨٠) قول البخاري: لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصحابة سماعًا إلَّا قوله حدثني من شهد خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذا نقل الترمذي، عن الدارمي، وقال أبو حاتم: المطلب بن حنطب عامة أحاديثه مراسيل، لم يدرك أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا سهل بن سعد، وأنسًا، وسلمة بن الأكوع أو من كان قريبًا منهم.
وأما حديث أبي أمامة رضي الله عنه يرفعه قال: اكفلوا بست اكفل لكم الجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا اؤتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم. =