= وقلت: مدار هذه الأسانيد على أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس من الثالثة وقد عنعن هنا فالإسناد ضعيف.
الثانية: زيد بن أبي الشعثاء، عنه مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.
أخرجه أبو داود (١٤/ ١١٩ العون) وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح ١١٢)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح ١٩٣) وعنده جابر بن زيد أبي الشعثاء، وهو تحريف، والبيهقي في الكبرى (٧/ ٩٩) والطيالسي (١/ ٣٦٣ المنحة) ومدار أسانيدهم على زيد بن أبي الشعثاء، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٣/ ٥٦٥) وسكت عليه ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير أبي أبلج فهو مجهول، وقال الذهبي في الميزان (٢/ ١٠٥٤): لا يعرف.
الثالثة: عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عنه، مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.
أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ح ١١٠)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح ١٩٥) ومدار إسناديهما على عمرو بن حمزة العيشي، قال البخاري: لا يتابع على حديثه، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف، ميزان الاعتدال (٣/ ٢٥٥).
الرابعة: عن نفيع الأعمى، عنه مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.
أخرجه أحمد (٤/ ٢٨٩)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح ١١١). ومدار إسناديهما على نفيع وهو ابن الحارث، أبو داود، قال في التقريب (ص ٥٦٥): متروك وقد كذبه ابن معين.
وحديث البراء بمجموع طريقي أبي إسحاق السبيعي، ويزيد بن عبد الله بن الشخير حسن لغيره.
وعليه يكون حديث الباب باقٍ على ضعفه إذ أن في متنه نكارة فليس في حديث ميمون بن سياه ولا في حديث البراء ذكر الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا المغفرة لما تقدم وتأخّر من الذنوب فهذه مزية لم تعط إلَّا لمحمد -صلى الله عليه وسلم-.