للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دهرًا ونطق عبرًا) فكلامه رحمه الله برد الأكباد، وحين يتصدى للحكم على أثر أو قول تتناثر الدرر تحت قلمه، ولذا قلت أوهامه في هذا الكتاب وغيره، بل إنه لم يصبر عن كتابي صاحبيه حتى وشاهما بتلك التعليقات المفيدة، والتي غلب عليها جانب النقد، وقد نقل البوصيري عنه بعض الأحكام، صرح بالنقل عنه أحيانًا وأحيانًا لا يصرح (١).

كما امتاز عنهما بتفننه في الأحكام، وإيجاز ألفاظها، فمرة يحكم على الإسناد ويعلل ذلك (٢)، ومرة بدون تعليل (٣)، وأحيانًا يحكم على الرواة (٤) وأحيانًا يحكم على المتن (٥)، وقد يبهم العلة (٦)، وهذا كله منه تصريح بالحكم، وفي بعض الأحيان يلمح إليه (٧)، وفي حالات قليلة ينقل الحكم عن غيره (٨).

٥ - بيانه للتفرد في السند أو المتن مع المقارنة بغيره:

وهذا من أقل ما رأيته في تعليقات الحافظ في المطالب (٩)، ولربما كان هو والهيثمي -والذي لم أرَ له شيئًا من ذلك- اكتفيا بالحكم على الإسناد أو المتن، كما يعتذر للهيثمي بما سبق وهو كثرة الأحاديث التي جمعها، أما البوصيري وهو وإن كان في الجملة أكثر منهما إلَاّ أن ما عنده يعتبر قليل (١٠).


(١) انظر: الإتحاف (ق ١ ص ١٧) من مقدمة المحقق.
(٢) نظر: ح (١، ١٣٥).
(٣) انظر: ح (٣، ٥، ٧).
(٤) انظر: ح (٢، ١١، ٣٧).
(٥) انظر: ح (١٢، ١٥، ١٦).
(٦) انظر: ح (٤، ٦، ١٥٦).
(٧) انظر: ح (١٠، ٤٠، ١٧٣).
(٨) انظر: ح (٦٧، ٦٩).
(٩) انظر: ح (١).
(١٠) انظر: الإتحاف ح (٨، ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>