للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦ - بيانه لأحوال الرواة توثيقًا وتجريحًا، مع المقارنة بغيره:

جاء الكلام في الرواة عندهم على ثلاثة ألوان، فإما أن يصرحوا بوصفهم، وهذا على لونين:

- أن يوثقوا أو يجرحوا، عموم رواة الإسناد، مثل: رجاله ثقات (١)، أو لأشخاص بخصوصهم مثل: فلان ضعيف، أو مجهول ونحو ذلك (٢).

- أن يوثقوا أو يجرحوا ضمنيًا، كأن يحكم على الإسناد بأنه صحيح (٣)، أو ضعيف جدًا أو واه (٤)، أو حسن (٥)، لأن كل وصف له من الرواة ما يناسبه، فلا يمكن أن يكون في الإسناد ضعيف أو متروك، ثم يحكم عليه بأنه صحيح، وهلم جرا.

- أن يلمحوا إلى حال الرواة كان يشير بأن غيره ممن هو أوثق منه قد خالفه (٦)، أو أنه شاذ (٧)، ونحو ذلك.

وبالجملة فالحافظ يعتبر أقل الثلاثة كلامًا في الرواة، إذ تبلغ نسبة الأحاديث التي تكلم على رواتها نحو العشر، بينما بلغت عند البوصيري ما يقارب النصف، في حين أن الهيثمي نادرًا ما يهمل الحديث من الكلام عن رواته، وهذه ميزة تذكر له رحمه الله، وإياهم وجميع موتى المسلمين، لكن كما أسلفت في العنصر الرابع -الماضي آنفًا- وإن قل كلامه، فهو يمتاز بالتحرير


(١) انظر: ح (٢، ١١، ١٩٤)، والإتحاف ح (٩، ١١، ٣٠).
(٢) انظر: ح (٢، ٣٨، ٦٦)، والإتحاف ح (١٣، ١٥، ١٩).
(٣) انظر: ح (١٩٤، ١٩٨)، والإتحاف ح (١٦، ٣٠).
(٤) انظر: ح (٧، ٧٨، ٩٠)، والإتحاف ح (٤٧).
(٥) انظر: ح (١، ٥)، والإتحاف ح (٢٧).
(٦) انظر: ح (٦، ١٠٨، ١٤٠)، والإتحاف ح (٣٤، ٣٩).
(٧) انظر: ح (١٦، ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>