= ومنها ما رواه أحمد بن منيع كما في الإتحاف (١/ ق ٥٤ ب) قال: ثنا ابن علية عن ابن عون، عن مكحول قال: ركب عقبة بن عامر إلى مسلمة بن مخلد وهو أمير يومئذ ... قلت: هكذا جعل الرحلة لعقبة بن عامر ولعله أتى إلى مسلمة بعد أن سأله أبو أيوب عن هذا الحديث من باب التوثيق والتأكد.
ورواه أبو يعلى في المسند من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وسيأتي بعد هذا الحديث وفيه عبد الله بن الوليد وهو ضعيف.
ورواه الحارث من طريق يحيى أبي هشام كما سيأتي أيضًا بعد حديث.
والحديث بهذه الطرق الكثيرة لا ينزل عن درجة الحسن. وإن كان كل طريق على انفراده ضعيف.
وله شاهد فيما يتعلق بالرحلة من حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه.
رواه أحمد في المسند (٣/ ٤٩٥) قال: ثنا يزيد بن هارون قال: أنا همام بن يحيى عن القاسم بن عبد الواحد المكي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: بلغني حديث، عن رجل سمعه من رسول الله فاشتريت بعيرًا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرًا حتى قدمت عليه الشام فإذا عبد الله بن أنيس فذكر القصة ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: يحشر الناس يوم القيام عراة ... ".
قلت: القاسم بن عبد الواحد المكي مقبول كما قال ابن حجر.
والحديث الذي من أجله وقعت الرحلة في حديث عقبة بن عامر "هو ستر المؤمن". رواه أبو داود في سننه دون ذكر الرحلة (٥/ ٢٠٠: ٤٨٩١) من طريق كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم، عن عقبة بن عامر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قلت: أبو الهيثم هو كثير المصري مستور.
وعلى أي حال قد صح عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"مَنْ ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة".
رواه مسلم في صحيحه في الذكر والدعاء (٤/ ١٧٤: ٢٦٩٩) من حديث أبي هريرة.