= ولمتن الباب شواهد كثيرة جدًا تبلغ به حد التواتر. قال الحافظ في الفتح (١/ ٢٠٣): وورد بأسانيد حِسان من حديث طلحة بن عُبيد الله، وسعيد بن زيد ... فهؤلاء ثلاثة وثلاثون نفسًا من الصحابة، وورد أيضًا عن نحو من خمسين غيرهم بأسانيد ضعيفة، وعن نحو من عشرين آخرين بأسانيد ساقطة ... أهـ.
وقال العجلوني في كشف الخفاء (٢/ ٣٦١): متفق عليه عن علي، والبخاري عن سلمة مرفوعًا، وهو من المتواتر، وأفرد جمع من الحفاظ طرقه، بل قال ابن الجوزي: رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمانية وتسعون صحابيًا، منهم العشرة، ولا يُعرف ذلك في غيره، وذكر ابن دِحْية أنه خرج من نحو أربعمائة طريق ... أهـ.
قلت: ومن هذه الشواهد ما رُوي عن أبي هريرة وأنس:
أما حديث أبي هريرة مرفوعًا، فأخرجه البخاريُّ (فتح ١/ ٢٠٢)، ومسلم (١/ ١٠) ولفظ البخاريُّ: "تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي. ومن رآني في المنام، فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثَّل في صورتي، ومن كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا، فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
وأما حديث أنس، فأخرجه البخاريُّ (فتح ١/ ٢٠١)، ومسلم (١/ ١٠)، ولفظه: قال أنس: إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثًا كثيرًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"من تعمد عليَّ كذبًا، فليتبوَّأ مقعده من النار".
وكذلك من الشواهد: الأحاديث الآتية في هذا البحث (٣١٠٦، ٣١٠٧، ٣١٠٨، ٣١٠٩، ٣١١٠، ٣١١١، ٣١١٢، ٣١١٣).