= يوسف بن سليمان، عن جدته ميمونة، عن عبد الرحمن بن سَنَّة، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
يقول:"بدأ الإِسلام غريبًا ثم يعود غريبًا كلما بدأ، فطوبى للغرباء"، قيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال:"الذين يصلُحون إذا فسد الناس، والذي نفسي بيده، لينحازن الإيمان إلى المدينة، كما يجوز السيل، والذي نفسي بيده، ليأزَرن الإِسلام إلى ما بين المسجدين، كما تأزَر الحية إلى جحرها".
قال ابن أبي حاتم في الجرح (٥/ ٢٣٨): عبد الرحمن بن سَنَّة روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثًا ليس إسناده بالقائم؛ لأنّ راويه إسحاق بن أبي فروة.
قلت: سنده ضعيف جدًا، إسحاق بن أبي فروة متروك (انظر المغني ١/ ٧١).
٥ - حديث عَمرو بن عوف: أخرجه الترمذي (٥/ ١٩) واللفظ له، وابن عَدي (٦/ ٥٩)، وأبو نُعيم في الحلية (٢/ ١٠) من طريق كثير بن عبد الله بن عَمرو بن عوف بن زيد بن مِلْحة عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال:"إن الدين ليأزر إلى الحجاز كلما تأزَر الحية إلى جحرها، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأُرْوِية من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريبًا ويرجع غريبًا، فطوبى للغرباء، الذين يُصلِحون ما أفسد الناس من بعدي من سنّتي".
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: سنده ضعيف؛ لضعف كثير بن عبد الله (انظر التقريب ص ٤٦٠)، وأما ما كان من الإمام الترمذي رحمه الله، فإنه قد جرى على تحسين حديث كثير هذا، بل وتصحيحه أحيانًا (انظر الترمذي ٢/ ٣٦١، ٣/ ٦٣٤، ٥/ ٤٤)، وهو مما نوزع فيه، ومذهب كبار أئمة النقد على ضعف كثير بن عبد الله، فقد اتفق على ذلك إمامًا هذا الفن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين (انظر الكامل ٦/ ٥٧، والميزان ٣/ ٤٠٧).
٦ - أثر عبد الله بن عَمرو: أخرجه أبو عَمرو الداني في الفتن -خ- (٢/ ٢٥) من طريق شُرَحْبيل بن شَريك، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد الله بن عَمرو بن العاص يقول: "طوبى للغرباء، الذين يصلُحون عند فساد الناس".
وإسناده لا بأس به، شُرَحْبيل صدوق، قاله الحافظ (التقريب ص ٢٦٥).