ولفظه:"من استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلّا طيبًا، فليفعل، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم يهريقه، كأنما يذبح به دجاجة، لا يأتي بابًا من أبواب الجنة إلا حال بينه وبينه، فليفعل، وعليكم بالقرآن، فإنه هَدي النهار ونور الليل المظلم، فَاعْمَلُوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وفاقة فإن عرض بلاء، فقدموا أموالكم دون دمائكم، فإن تجاوزها البلاء، فقدموا دمائكم دون دِينكم، فَإِنَّ الْمَحْرُوبَ مَنْ حُرب دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ من سُلب دينه، إنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنىً بعد النار، إِنَّ النَّارَ لَا يُفك أَسِيرُهَا، وَلَا يَستغني فقيرها، والسلام عليكم".
قلت: رجال إسناده ثقات، إلّا أن فيه عنعنة قتادة، وهو مدلس.
وأخرجه أحمد في الزهد (ص ٢٩٦) قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله، حدّثنا سالم المُرادي عن الحسن، عن جُنْدُب قال: قال لأصحابه: فذكره بنحوه.
وإسناده ضعيف، سالم المُرادي هو ابن عبد الواحد، قال الحافظ: مقبول وكان شيعيًا (التقريب ص ٢٢٧) وفيه انقطاع، الحسن لم يسمع من جُندُب رضي الله عنه (انظر المراسيل ص ٤٢).
وأخرجه ابن أبي شيبة (١٠/ ٤٨٣، ١٣/ ٤٨٩) قال: حدّثنا عبد الله بن نُمير، حدّثنا أبان بن إسحاق، حدثني رجل من بَجيلة قال: خرج جُنْدُب البَجَلي في سفر له، فخرج معه ناس من قومه، حتى إذا كانوا في المكان الذي يودع بعضهم بعضًا قال: فذكره مختصرًا.
ولفظه في الموضع الأوّل:"أي قوم، عليكم بتقوى الله، عليكم بهذا القرآن، فالزموه على ما كان من جهد وفاقة، فإنه نور الليل المظلم، وهَدي بالنهار".
ولفظه في الموضع الثاني: "ألا ترى، الْمَحْرُوبَ مَنْ حُرب دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلب دينه، ألا إنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنىً بعد النار، ألا إِنَّ النَّارَ لَا يُفك =