= قال ابن عَدي: هذان الحديثان لا أعلم يرويهما عن مُحارب غير محمَّد بن الفرات.
قلت: رُوي عن مُحارب من غير طريق محمد بن الفرات، كما سيأتي في التخريج. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٤٧٥) من رواية محمَّد بن عبد الرحمن العَرْزمي، حدّثنا محمَّد بن الفرات، قال: كنت عند مُحارب فأتاه خصمان، فقال لأحدهما: لك شهود؟ قال: نعم. فدعا شاهدا فشهد له، ودعا الآخر فلم يحضر، فقال المشهود عليه للشاهد: أما والله إنه لامرؤ صدق، ولئن سألت عنه، ليزكين، وما رأيت عليه خربة قبلها، ولقد شهد علىّ بباطل، لا أدري ما أجبره إلى ذاك. فجلس مُحارب فقال له: يا هذا اتق الله، فإني سمعت ابن عمر يزعم أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول:"إن شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يوجب الله له النار، وإن الطير يوم القيامة تحت العرش ترفع مناقيرها، وتضرب بأذنابها، وتلقي ما في بطونها، مما ترى من هول يوم القيامة، وليس عندها طَلْبَةٌ". والنبي -صلى الله عليه وسلم- يعظ رجلًا.
قال أبو حاتم: هذا حديث منكر، ومحمد بن الفرات ضعيف الحديث.
وأخرجه ابن ماجه (٢/ ٧٩٤)، قال: حدّثنا سويد بن سعيد، والخطيب في تاريخ بغداد (٢/ ٤٠٣) من طريق شُعيب بن حرب، ويحيى بن إسماعيل الخوَّاص، جميعهم: عن محمَّد بن الفرات به، دون قصة الخصومة.
ولفظ ابن ماجه:"لن تزول قدما شاهد الزور حتى يوجب الله له النار".
وأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الصغير (٢/ ١٧٣) عن محمَّد بن الفرات به، دون قصة الخصومة.
وأخرجه الحارث من طريق عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا محمَّد بْنُ الْفُرَاتِ به، بنحوه، دون قصة الخصومة، وسيأتي في الطريق القادم برقم (٢).
ولم ينفرد محمَّد بن الفرات بهذا الحديث، فقد تابعه كل من: عبد الملك بن =