للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

= حدّثنا شيبان أبو معاوية، حدّثنا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير عَنْ أَبِي سَلَمة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: فذكر الحديث بنحوه.

ولفظ الترمذي: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟، فقال: خرجت أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنظر في وجهه والتسليم عليه. فلم يلبث أن جاء عمر فقال: "ما جاء بك يا عمر؟ "، قال: الجوع يا رسول الله. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "وأنا قد وجدت بعض ذلك"، فانطلقوا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهان الْأَنْصَارِيِّ، وكان رجلًا كثير النخل والشاء، ولم يكن له خدم، فلم يجدوه فقالوا لامرأته: "أين صاحبك؟ "، فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء، فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها، ثم جاء يلتزم النبي -صلى الله عليه وسلم- ويفديه بأبيه وأمه، ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطًا، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أفلا تنقّيت لنا من رُطَبه؟ "، فقال: يا رسول الله، إني أردت أن تختاروا -أو قال- تخيروا من رُطَبِه وبُسْرِه، فأكلوا وشربوا من ذلك الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة: ظل بارد، ورُطَب طيب، وماء بارد"، فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعامًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تذبحن ذات در"، وقال: فذبح لهم عناقًا، أو جَدْيًا، فأتاهم بها فأكلوا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هل لك خادم؟ "، قال: لا. قال: "فإذا أتانا سبي فائتنا"، فأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اختر منهما"، فقال: يا نبي الله، اختر لي. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن المستشار مؤتمن، خذ هذا فإني رأيته يصلي، واستوص به معروفًا"، فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت امرأته: ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلّا أن تعتقه، قال: فهو عتيق، فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يبعث نبيًا ولا خليفة إلّا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالًا، ومن يُوق بطانة السوء، فقد وُقي". =

<<  <  ج: ص:  >  >>