= الصحابة (٣/ ٥٧)، من طريق بكار بن محمَّد السِّيريني، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليّ بلال فوجد عنده صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ:"مَا هَذَا يَا بلال؟ " فقال: تمر أدخره. قال:"ويحك يا بلال، أو ما تخاف أن يكون له بخار في النار؟ أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا".
قال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث ابن عون، عن محمَّد.
قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه بكار السِّيريني، قال الذهبي: قال أبو زرعة ذاهب الحديث (المغني ١/ ١١١).
ورُوي عن ابن سِيرين مرسلًا، أخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص ١٢٣)، قال: حدّثنا إسماعيل، حدّثنا ابن عون، عن محمَّد أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عليّ بلال رحمه الله فرأى عنده صُبر من تمر، فقال له:"ما هذا"؟ قال: هذا تمر ادخرته. قال:"أفما تخاف أن يكون له بخار في نار جهنم، أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا".
ويشهد للحديث ما يلي:
١ - حديث عبد الله بن مسعود: أخرجه البزّار كما في الكشف (٤/ ٢٥٠)، والشاشي (١/ ٣٩١، ٣٩٢)، والطبراني في الكبير (١/ ٣٤٠، ١٠/ ١٩١) ومن طريقه الشجري في الأمالي (٢/ ٢٠٧) -، وابن عَدي (٦/ ٤٤)، وأبو نُعيم في الحلية (١/ ١٤٩)، وفي معرفة الصحابة (٣/ ٥٦)، والقُضاعي في مسند الشهاب (١/ ٤٣٧)، من طرق كثيرة عن قيس بن الربيع، عن أبي حُصين، عن يحيى بن وَثَّاب، عن مسروق، عن عبد الله قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على بلال وعنده صُبَر مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ:"مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟ " قال: يا رسول الله، ذخرته لك ولضيفانك. قال:"أما تخشى أن يفور لها بخار في جهنم؟ أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا".
قال البزّار: هكذا رواه قيس، ورواه عنه أبو غسان، وعاصم، وقد رواه يحيى بن أبي بُكير، عن قيس، عن أبي حُصين، عن يحيى، عن مسروق، عن عائشة. =