= رويت، قال:"أترى شربتك هذه نقصت منها شيئًا؟ " قال: وما تنقص شربة شربتها، قال:"كذلك العلم لا يفنى، فاتبع -أو قال: فابتغ- من العلم ما ينفعك"، ثم سار حتى أتى نهر دُنّ، فإذا كدوس تُذرى، وإذا أطعمة، قال:"يا أخا بني عبس، إن الذي فتح هذا لكم وخولكموه ورزقكموه، إنْ كان ليمسك خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-حَيٌّ، وإن كان ليمسون ويصبحون وما فيهم صاع من طعام"، وذكر ما فتح الله على المسلمين بجلولاء، ثم قال:"يا أخا بني عبس إن الذي فتح لكم هذا وخولكموه، إن كان ليمسك خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيٌّ، وإن كان ليمسون ويصبحون وما فيهم دينار ولا درهم".
وأخرجه أحمد في الزهد (ص ٥٣)، وهنَّاد (٢/ ٣٨٠)، كلاهما: عن أبي معاوية، حدّثنا الأعمش عن عَمرو بن مرة به، بمعناه.
وأخرج أوله، أبو خيثمة في العلم (ص ١٧) من طريق الأعمش، وأبو نُعيم في الحلية (١/ ١٨٨) من طريق مِسْعَر، كلاهما: عن عَمرو بن مرة به.
ولفظ أبي خيثمة؛ صحبت سلمان فأردت أن أعينه وأتعلم منه وأن أخدمه، قال: فجعلت لا أعمل شيئًا إلّا عمل مثله، قال: فانتهينا إلى دَجلة وقد مدَّت وهي تطفح، فقلنا: لو سقينا دوابنا، قال: فسقيناها، ثم بدا لي أن أشرب فشربت، فلما رفعت رأسي قال:"يا أخا بني عبس عد فاشرب"، قال: فعدت فشربت، وما أريده إلّا كراهية أن أعصيه، ثم قال لي:"كم تُراك نقصتها؟ " قال: قلت: يرحمك الله، وما عسى أن ينقصها شربي؟ قال:"وكذلك العلم، تأخذه ولا تنقصه شيئًا، فعليك من العلم بما ينفعك".