= وقد ساق الإمام الدارقطني هذين الوجهين في علله -خ- (٤/ ٨٠ أ)، ثم قال: وهو أشبه. أهـ. يعني: عن ابن مسعود.
قلت: وهذا الوجه ضعيف، فيه عبد الله بن عَمرو الأوْدي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص ٣١٦)، وقد التبس اسمه على العلَّامة أحمد شاكر في شرحه للمسند (٦/ ١٩)، فقال: لم أجزم بمن هو؟ كما لم ينبه على السقط الذي وقع في إسناد أحمد.
وهذا الوجه أرجح من الوجه الأوّل، لأنّ رواته جمع، وفيهم من هو ثقة، كالليث بن سعد، ولترجيح الدارقطني، والله تعالى أعلم.
وقد أخرجه البيهقي في الشعب (٦/ ٢٧١) من طريق عَمرو بن أبي عَمرو عن رجل من بني عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"من كان هينًا لينًا سهلًا قريبًا، حرَّمه الله على النار".
ويشهد لحديث الباب ما يلي:
١ - حديث أبي هريرة: أخرجه جمع من المصنفين بأسانيد لا تخلو من ضعف.
فأخرجه أبو حاتم في العلل (٢/ ١١٩) من طريق أحمد بن محمَّد بن أمية عن أبيه محمَّد بن أمية الساوي، عن عيسى بن موسى التيمي، عن عبد الله بن كَيسان قال: سمعت محمَّد بن واسع يحدث عن ابن سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال:"تحرم النارعلى كل هين لين سهل سمح".
وأشار إلى هذه الطريق أبو نُعيم في الحلية (٢/ ٣٥٦).
قال أبو حاتم: هذا حديث غريب منكر.
قلت: سنده ضعيف، أحمد بن محمَّد، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (٢/ ٧٢)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وعيسى بن موسى هو غُنجار، مدلس، ذكره الحافظ في المرتبة الرابعة (انظر طبقات المدلسين ص ٥١)، وأهل هذه المرتبة =