= وفيهم صالح بن كَيسان، وهو ثقة، ثبت. (التقريب ص ٢٧٣)، ومعمر بن راشد على الرواية المحفوظة عنه، حيث رواها عنه ابن المبارك، ومحمد بن كثير.
وأما الوجه الأوّل، فمرجوح؛ لأنه رواية غير محفوظة عن معمر، حيث لم أجد من رواها عنه غير عبد الرزاق، وقد خالف ابن المبارك، ومحمد بن كثير، كما تقدم.
وأما الوجه الثالث والرابع، فمرجوحان، حيث لم أجد من رواهما عن الزهري إلَّا راوٍ واحد لكل وجه، فالوجه الثاني يرجح عليهما بالكثرة، والله تعالى أعلم.
ورُوي هذا الأثر من غير طريق الزهري:
فأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (١/ ١٥٢) من طريق عبد الله بن صالح، حدثني أبو شُريح، أنه سمع الحارث بن يزيد يقول: حدثني عبد الله بن زُرير الغافقي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: "لا تسبّوا أهل الشام، فإن فيهم الأبدال، وسبّوا ظلمتهم".
وأخرجه الحاكم (٤/ ٥٥٣) من طريق عياش بن عباس عن الحارث بن يزيد به، بنحوه، في أثناء لفظ طويل.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وهو كما قالا.
ورُوي من هذه الطريق مرفوعًا: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (١/ ١٥٢) من طريق الوليد بن مسلم، نا ابن لَهيعة، حدثني عياش بن عباس عن عبد الله بن زُرير به، بنحوه، في أثناء لفظ طويل.
وأخرجه ابن عساكر أيضًا من طريق الطبراني، من طريق زيد بن أبي الزرقاء، نا ابن لَهيعة به.
قال الطبراني لم يرو هذا الحديث إلَّا زيد بن أبي الزرقاء. أهـ. وتعقبه ابن عساكر فقال: هذا وهم من الطبراني، فقد رواه الوليد بن مسلم أيضًا عن ابن لَهيعة كما تقدم. =