أخرجه الإمام أحمد (٤/ ٢٥٩) قال: ثنا عفان، ثنا همّام، ثنا عطاء بن السائب به، بلفظ قريب.
ولفظه: كان أول يوم عرفت فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، رأيت شيخًا أبيض الرأس واللحية على حمار وهو يتبع جنازة، فسمعته يقول: حدثني فلان بن فلان، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:"مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لقاءه". قال فأكب القوم يبكون. فقال:"ما يبكيكم؟ " فقالوا: إنَّا نكره الموت. قال:"ليس ذلك، ولكنه إذا حضر: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩)}. فإذا بشِّر بذلك، أحب لقاء الله، والله لِلِقَائِهِ أَحَبُّ، {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣)}. قال عطاء: وفي قراءة ابن مسعود: ثم تصلية جحيم. فإذا بشِّر بذلك، يكره لقاء الله، والله للقائه أكره".
ويشهد للفظ الباب ما يلي:
١ - حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: أخرجه البخاريُّ (فتح ١١/ ٣٥٧)، ولفظه:"مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ". قالت عائشة -أو بعض أزواجه-: إنا لنكره الموت. قال:"ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت، بشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر، بشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه".
٢ - حديث عائشة مرفوعًا: أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٦٥)، والترمذي (٣/ ٣٧٩)، والنسائيُّ (٤ ج ١٠)، وابن ماجه (٢/ ١٤٢٥). =