= قلت: وللشطر الأوّل من هذا الحديث شواهد كثيرة، منها:
١ - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص ٦٩)، ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٨٤) من طريق صالح بن خَوَّات عن محمد بن يحيى بن حبان، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل". -زاد ابن عبد البر- "الظامىء بالهواجر".
وفي سنده صالح بن خَوَّات بن صالح -وليس ابن جبير، كما وقع في سند البخاريُّ- قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص ٢٧١).
وأخرجه الحاكم (١/ ٦٠) من طريق عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا.
ولفظه:"إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة".
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي في التلخيص.
ورواه الطبراني في الأوسط بمثل لفظ الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم -كما في الترغيب للمنذري (٣/ ٤٠٤) -.
٢ - حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه أحمد (٦/ ٦٤، ٩٠، ١٣٣، ١٨٧) وأبو داود (٤/ ٢٥٢)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ص ١٨٠) واللفظ له، والحاكم (١/ ٦٥)، وعنه البيهقي في الشعب (٦/ ٢٣٧)، وأخرجه الخطيب في الموضح (٢/ ٢٨٥)، والبيهقيُّ في الآداب (ص ١٣٦)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٨٥)، والبغويُّ في شرح السنة (١٣/ ٨١) من طريق عَمرو بْنِ أَبِي عَمرو عَنِ المُطَّلِب، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل، صائم النهار".
قال الحاكم: على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص.
قلت: رجاله ثقات، إلّا أن المُطَّلِب، وهو ابن عبد الله، لم يسمع من عائشة رضي الله عنها، قال أبو حاتم -فيما نقله عنه ابنه في المراسيل (ص٢١٠) -: =