= حديث، فرأيت طاوسًا كأنه يعقد بيده، وقال أبي: يا أبا عبد الرحمن، إن لُقمان قال:"إن من الصمت حُكْمًا، وقليل فاعله". فقال له طاوس: يا أبا نَجيح، إنه من تكلم واتقى الله، خير ممن صمت واتقى الله.
ولفظ أحمد: قال -يعني لُقمان-: "الصمت حكمة، وقليل فاعله".
وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (٤/ ٥) من طريق أحمد، وذكر مقالة طاوس لأبي نَجيح فقط.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات.
ورُوي عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- مَرْفُوعًا، أخرجه العسكري في الأمثال (١/ ٤٦٨)، وأبو منصور الديلمي في مسند الفردوس: كما في المغني مع الإحياء (٣/ ١٠٨)، من طريق محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَيْلَماني عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الصمت حُكْمٌ، وقليل فاعله".
قال العراقي: سند ضعيف.
قلت: محمَّد بن عبد الرحمن البَيْلَماني ووالده ضعيفان. (انظر التقريب ص ٤٩٢، ٣٣٧).
ورُوي من قول أبي الدرداء رضي الله عنه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (١٣/ ٧٤٦).
ولفظه:"تعلموا الصمت كما تتعلموا الكلام، فإن الصمت حكم عظيم، وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلم في شيء لا يعنيك، ولا تكن مضحاكًا من غير عجب، ولا مشاء إلى غير أرب. يعني إلى غير حاجة".