= وأخرج البخاريُّ (فتح ٣/ ١٥١) واللفظ له، والحاكم (٤/ ٤٧) من طريق فُليح بن سليمان عن هلال بن علي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: شهدنا بنتًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ على القبر، قال فرأيت عينيه تدمعان، قال: فقال: "هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا. قال: "فانزل".
قال: فنزل في قبرها. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص؟!.
وقوله: "لم يقارف": أي: لم يجامع تلك الليلة (النهاية ٤/ ٤٥).
وعيّن الحافظ في الفتح (٣/ ١٥٨) ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المذكورة هنا، فقال: هي أم كلثوم زوج عثمان، رواه الواقدي عن فُليح بن سليمان بهذا الإسناد، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" في ترجمة أم كلثوم، وكذا الدولابي في "الذرية الطاهرة"، وكذلك رواه الطبري، والطحاوي من هذا الوجه، ورواه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ، فسماها رُقَيَّة، أخرجه البخاريُّ في "التاريخ الأوسط"، والحاكم في "المستدرك"، قال البخاريُّ: ما أدري ما هذا؟ فإن رُقَيَّه ماتت والنبي -صلى الله عليه وسلم-ببدر، لم يشهدها، قلت -أي الحافظ-: وهم حماد في تسميتها فقط، ويؤيد الأوّل ما رواه ابن سعد أيضًا في ترجمة أم كلثوم من طريق عمرة بنت عبد الرحمن قالت: نزل في حفرتها أبو طلحة. أهـ.
قلت: رواية الحاكم في المستدرك (٤/ ٤٧) أخرجها مِنْ طَرِيقِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه، قال: لما ماتت رُقَيَّة بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل القبر رجل قارف أهله الليلة" فلم يدخل عثمان القبر.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وسكت الذهبي.