وأخرجه ابن أبي شيبة (١٤/ ١٢) من طريق عبد الله بن شَقيق العُقيلي قال: سمعت كعبًا يقول: "لأن أبكي من خشية الله تعالى حتى تسيل دموعي على وجنتي، أحب إليّ من أن أتصدق بوزني ذهبًا، والذي نفس كعب بيده، ما من عبد مسلم يبكي من خشية الله، حتى تقطر قطرة من دموعه على الأرض، فتمسه الناس -كذا، وصوابه: النار- أبدًا حتى يعود قطر السماء الذي وقع إلى الأرض من حيث جاء، ولن يعود أبدًا".
وإسناد ابن أبي شيبة صحيح.
ويشهد لفصة موت ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما يلي:
أخرجه أحمد (١/ ٢٦٨)، والنسائيُّ (٤/ ١٢)، وعبد في المنتخب (١/ ٥١٦) واللفظ له، والبزار كما في الكشف (١/ ٣٨٣) من طريق عطاء بن السائب عن عكرمة، عن ابن عباس: إن إحدى بنات النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت في الموت، فوضعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على يديه، ووضع رأسها بين يديه وهي تسوق حتى قُبضت، فوضعها وهو يبكي، قال: فصاحت أم أيمن، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"أَلَا أراكِ تبكين عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قالت: أو لا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبكي. قال:"إني لأبكي، وإنها رحمة، إن المؤمن بخير على كل حال، إن نفسه تُنزع من بين جنبيه وهو يحمد الله عَزَّ وَجَلَّ".
قال البزّار: تفرد به عطاء، وروى عنه جماعة.
وذكره الهيثمي في المجمع (٣/ ١٨)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه عطاء بن السائب لاختلاطه.
وأخرجه أحمد أيضًا (١/ ٢٩٧) ببعضه.
ولفظه: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعض بناته وهي تجود بنفسها، فوقع عليها، فلم يرفع رأسه حتى قُبضت. قال: فرفع رأسه، وقال:"الحمد لله، المؤمن بخير، تُنزع نفسه من بين جنبيه، وهو يحمد الله عَزَّ وَجَلَّ ". =