= أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده".
أخرجه أحمد (١/ ٣٨٣)، ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص ١٧٢)، وأخرجه البخاريُّ (فتح ١١/ ١٠٢)، ومسلم (٤/ ٢١٠٣) وهذا لفظه، والترمذي (٤/ ٥٦٨)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن حبّان كما في الإِحسان (٢/ ٨).
وقوله: "دوية" أي أرض لا نبات فيها (انظر النهاية ٢/ ١٤٣).
٢ - حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح".
أخرجه البخاريُّ (فتح ١١/ ١٠٢)، ومسلم (٤/ ٢١٠٤) واللفظ له.
٣ - حديث النُّعمان بْنِ بَشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده على بعير، ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض، فأدركته القائلة، فنزل فقال تحت شجرة فغلبته عينه، وانسلَّ بعيره فاستيقظ فسعى شرفًا فلم ير شيئًا، ثم سعى شرفًا ثانيًا فلم ير شيئًا، ثم سعى شرفًا ثالثًا فلم ير شيئًا، فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه، فبينما هو قاعد، إذ جاءه بعيره يمشي حتى وضع خطامه في يده، فلله أشد فرحًا بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره على حاله".
قال سماك: فزعم الشعبي أن النُّعمان رفع هذا الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأما أنا، فلم أسمعه.
أخرجه مسلم (٤/ ٢١٠٣).
٤ - حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كيف =