رجال إسناده كلهم ثقات، إلَّا أن المغيرة لم يصرح بالسماع من الشعبي وهو مدلس، والشعبي تابعي لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف؛ للِإرسال، وعنعنة مغيرة.
وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله عنه. روي عنه من طرق كثيرة أمثلها طريق محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبيه، فذكره بطوله، بنحو حديث الباب.
رواه أبو داود (١/ ٣٣٧: ٤٩٩)؛ والترمذي (١/ ٣٥٨: ١٨٩) مختصرًا؛ وابن ماجه (١/ ٢٣٢: ٧٠٦)؛ وأحمد (٤/ ٤٣)؛ والدارمي (١/ ٢٦٨)؛ وابن خزيمة (١/ ١٩١، ١٩٣: ٣٧٠، ٣٧١)؛ وابن حبان (٣/ ٩٣: ١٦٧٧)؛ والدارقطني (١/ ٢٤١) مختصرًا؛ والبيهقي (١/ ٣٩٠).
قال الترمذي: حديث عبد الله بن زيد، حديث صحيح. اهـ.
وقال ابن خزيمة (١/ ١٩٧): وخبر مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن محمد بن عبد الله، عن أبيه، ثابت صحيح من جهة النقل لأن محمد بن عبد الله قد سمعه من أبيه، ومحمد بن إسحاق قد سمعه من محمد بن إبراهيم التيمي، وليس هو مما دلسه محمد بن إسحاق. اهـ.
وروى ابن خزيمة (١/ ١٩٣: ٣٧٢)، عن محمد بن يحيى الذهلي، تصحيحه لهذا الحديث.
وروى البيهقي تصحيحه عن الذهلي، ثم قال: وفي كتاب العلل لأبي عيسى الترمذي قال: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث، يعني حديث محمد بن إبراهيم التيمي-، فقال: هو عندي صحيح. اهـ.
قلت: لم أجد كلام الترمذي -هذا- في كتاب العلل الكبير له، والذي رتبه أبو طالب القاضي، ولم أجده في كتاب العلل الصغير الذي شرحه ابن رجب.