لم أجد من أخرجه من هذه الطريق سوى المصنِّف، لكن يشهد له ما يلي:
أخرج هنَّاد (١/ ٢٩٦)، من طريق عاصم، عن أبي قِلابة قال: حدثني ابن الرجل الذي لقي معاذًا، وأصحابه، قال: فذكره بنحوه، ولفظه: مرَّ بأبي نفر مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال لهم: علموني مما تعلمون، فجعلوا يحدثونه، ويعلمونه، ويقولون: افعل كذا وكذا، وخلفهم رجل قد قصر رأس راحلته، فإذا هو معاذ فقال:"إن إخوتك قد أكثروا عليك، حتى أنساك أخذ حديثهم أوله، واحفظ مني اثنتين، إن حفظتهما، حفظت جميع ما قالوا لك، وإن ضيعتهما، ضيعت جميع ما قالوا لك: إنك إن تبدًا بنصيبك من الدنيا، يَفُتْكَ نصيبك من الآخرة، وإن تبدأ بِنَصِيبِكَ مِنَ الْآخِرَةِ، يمرُّ بِكَ عَلَى نَصِيبِكَ من الدنيا، حتى تنظمه انتظامًا، ثم تزول به معك حيث زلت"، فقال: حسبي، ثم رجع وهو يقول: ما رأيت كاليوم في الفضل. =