للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤٦٥ - أخبرنا (١) النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حمَّاد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ (أَبِي) (٢) (وَائِلٍ شَقِيقِ) بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، ثُمَّ أَرَادَ التَّوْبَةَ، فَأَتَى رَاهِبًا بِأَرْضٍ (عَرِيَّةٍ) (٣) (٤)، فَقَالَ: يَا رَاهِبُ، قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لي من توبة؟ قال: لا، قال: لا، جرم وَاللَّهِ لأكمِّلنَّهم بِكَ مِائَةً، ثُمَّ أَتَى رَاهِبًا آخَرَ، قَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، وَكَمَّلْتُهُمْ مِائَةً براهبٍ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَقَدْ أَسْرَفْتَ عَلَى نَفْسِكَ، وَرَكِبْتَ عَظِيمًا، وَمَنْ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَبَذَ (٥) السَّيْفَ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لأخدمنَّك حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَنَا الموت، قال: عاهده أن لا يعصيه، قال: فجاء قوم سفرًا أو مسنتون (٦)، وكان (يتطبّب) (٧)، فقال الرجل: تَأْمُرْنِي بشيءٍ؟ قَالَ: اذْهَبْ فَاسْجُرِ (٨) التَّنُّورَ (٩)، قَالَ: فذهب فسجره حَتَّى حَمِيَ، فَقَالَ: قَدْ حَمِيَ، فَمَا تَأْمُرُنِي قَالَ: اذْهَبْ فَقَعْ فِيهِ، قَالَ: فَذَهَبَ، فَوَقَعَ


(١) القائل هو إسحاق بن راهويه.
(٢) (سد) "وائل شقيق بن سلمة".
(٣) كأنها والله أعلم مثل فرس عرى أي لا سرج عليه، فمنه أن تكون الأرض التي لا شجر ولا جبال
ولا آكام ولا رمال، وفي اللسان هي الأرض العراء. لسان العرب (ترتيب ٢/ ٧٦١).
(٤) (عم) "غربة" (سد) "غرن".
(٥) قال في (القاموس ١/ ٣٥٩): النبذ: طرحك للشيء أمامك أو ورائك.
(٦) المسنتون: هم القوم الذين أصابهم جدب، ولا أدري هل هي كذلك في الحديث، وقد قلبتها على أكثر من وجه فما استقام المعنى. والمتطبّب: الذي تعاطى علم الطب، اللسان (ترتيب ٢/ ٥٦٤)
(٧) (عم) "يتطيب".
(٨) السجر: إيقاد التنور بعد ملئه بالوقود. اللسان (ترتيب ٢/ ١٠٠).
(٩) التنور: نوع من الكوانين يخبز فيه. مختار الصحاح (/٧٩)، اللسان (ترتيب ١/ ٣٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>