للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٤٧٨ - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا بشير بن المهاجر، ثنا عبد الله بن (بريدة) (١)، عن أبيه رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ (٢) يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ، كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ (٣)، يَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ: مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ، الَّذِي أَظْمَأْتُكَ (٤) فِي الْهَوَاجِرِ (٥)، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ (مِنْ وَرَاءِ) (٦) تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كل تاجر (٧)، قَالَ: فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ. وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ (تَاجُ الْوَقَارِ) (٨) (٩) وَيُكْسَى (وَالِدَاهُ) (حُلَّتَيْنِ) (١٠) (١١) لا يقوم لهما


(١) بياض في (عم).
(٢) أي الذي يلازم القرآن بالتلاوة والقراءة والتدبر.
(٣) أي المتغير اللون والجسم لعارض من العوارض، كمرض أو سفر أو نحوهما، وكأنه يجىء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا، أو للتنبيه له على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن كذلك القرآن لأجله في السعي يوم القيامة، حتى ينال صاحبه الغاية القصوى في الآخرة، انظر التعليق على سنن ابن ماجه (٢/ ١٢٤٢).
(٤) الظمأ هو شدة العطش انظر (النهاية ٣/ ١٦٢).
(٥) جمع الهاجرة وهي اشتداد الحر في نصف النهار. (النهاية ٥/ ٢٤٦). وخص الهاجرة بحصول شدة الظما للمناسبة بينهما فكلما اشتد الحر احتيج للماء.
(٦) بياض في (عم).
(٧) يظهر أن المعنى والعلم عند الله أن التاجر ما يزال يتابع تجارته حتى يتحقق لها الربح، فأنت اليوم معك تجارة لن تبور، فهي محققه لك الربح.
(٨) (سد): "الملك".
(٩) بياض في (عم).
(١٠) الحلة: بردة يمانية، وهي ثوبان من جنس واحد، انظر (النهاية ١/ ٤٣٢)، (الفتح ١/ ٨٦).
والحلة في الآخرة اسم لثوب أكرم الله به من يلبسه، فليس بينه وبين ما في الدنيا إلَّا الاسم من باب الاشتراك اللفظي.
(١١) (سد): "حلتان".

<<  <  ج: ص:  >  >>