للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقلت: هلكتم والله تعلمون أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم لَا تَتَّبِعُونَهُ، فَقَالُوا: لَمْ نَهْلِكْ وَلَكِنْ سَأَلْنَاهُ مَنْ يَأْتِيهِ بِنُبُوَّتِهِ؟ فَقَالَ: عَدُوُّنَا جِبْرِيلُ لِأَنَّهُ (عليه الصلاة والسلام) (٨) يَنْزِلُ (بِالشِّدَّةِ وَالْغِلْظَةِ) (٩) وَالْحَرْبِ وَالْهَلَاكِ وَنَحْوِ هَذَا، فقلت: فمن سِلْمُكُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالُوا: مِيكَائِيلُ (يَنْزِلُ) (١٠) بِالْقَطْرِ وَالرَّحْمَةِ، وَكَذَا .. قُلْتُ: وَكَيْفَ مَنْزِلَتُهُمَا مِنْ رَبِّهِمَا؟ (فَقَالُوا) (١١): أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ مِنَ الْجَانِبِ الآخر، قُلْتُ: فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِجِبْرِيلَ أَنْ يُعَادِيَ مِيكَائِيلَ، وَلَا يَحِلُّ لِمِيكَائِيلَ أَنْ يُسَالِمَ عَدُوَّ جِبْرِيلَ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمَا وَرَبَّهُمَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمُوا وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبُوا، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أخبره، فلما لقيته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (قَالَ) (١٢): أَلَا أُخْبِرُكَ بِآيَاتٍ أُنْزِلَتْ عليَّ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، فقرأ -صلى الله عليه وسلم-: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧)} (١٣).


= ثم ذكر اللغات فيهما فذكر عن بعضهم قوله: جبرئيل وميكائيل وضعفهما. وبعضهم يقول جبرين: وبعضهم يقول جبرائيل وميكائيل.
ورجح المصنف في الفتح أن معنى ايل فيهما معناه عبد، وما قبله معناه إسم الله كما تقول عبد الله وعبد الرحمن، فلفظ عبد لا يتغير، وما بعده يتغير لفظه وإن كان المعنى واحدًا، ويؤيده إن الإِسم المضاف في غير لغة العرب غالبًا ما يتقدم فيه المضاف إليه على المضاف.
قلت: وهذا أقوى من قول من عكس فجعل أيل إسم الله وما قبله مضاف إلى إسم الجلالة، والكلمتان عبرانية.
(٨) ليست في (سد) و (عم)، وهو أولى باعتبار حكايته اليهود قبحهم الله.
(٩) قدمت الغلظة على الشدة في (سد) و (عم).
(١٠) المثبت من (سد) و (عم) وقد سقطت من (مح).
(١١) (سد) و (عم) "فقالوا".
(١٢) قدمت قال على -صلى الله عليه وسلم- في (سد).
(١٣) [سورة البقرة، الآية ٩٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>