للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥٩٤ - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ بُرد (١) بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيّ (٢) عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: (كتب إليَّ -يعني ابن عمر رضي الله عنهما-) (٣): أن لنا (جيرانًا) (٤) من السامرة (٥)، يقرؤون بعض التوراة (والإِنجيل، ولا يؤمنون بالغيب، فَمَا تَرَى فِي ذَبَائِحَهِمْ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنْ كانوا يقرؤون بعض التوراة) (٦) وبعض الإِنجيل (ويسبتون) (٧) فذبائحهم كذبائح أهل الكتاب.


(١) برد بضم الباء الموحدة وإسكان الراء.
(٢) بضم النون وفتح السين وتشديد الياء.
(٣) في كنز العمال معزوًا إلى مسدّد. وكتب إليه عاملة بالشام- يعني عمر، وكأنه الأولى. ويؤيِّده ما في تخريج الحديث. وفي (ك): (كتب إليه عاملٌ -يعني إلى عمر-).
(٤) في الأصل جيران، والمثبت من (سد) و (عم) لأنها اسم أن،
(٥) السامرة: فرقة من اليهود كانوا يسكنون بيت المقدس وقرايا من أعمال مصر، يتقشَّفون في الطهارة أكثر من تقشف سائر اليهود، أثبتوا نبوة موسى وهارون ويوشع بن نون على نبينا عليهم الصلاة والسلام. وأنكروا نبوة من بعدهم، إلا نبيًّا واحدًا ذكروا أنَّه يأتي مبشِّرًا بعد موسى يصدق ما بين يديه من التوراة، ويحكم بحكمها ولا يخالفها البتة، وظهر منهم الألفان ادعى أنه ذاك النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان ظهوره قبل مولد عيسى عليه السلام بقريب من مائة سنة، وانقسمت السامرة بعده إلى روستانية، ومعناه الفرقة المتفرقة الكاذبة، وهم المشار إليهم في هذا الحديث، وهم لا يؤمنون بالبعث، ويزعمون أن الثواب والعقاب في الدنيا، والفرقة الأخرى الكوسانية، أي الجماعة الصادقة، وهم يقرون بالآخرة والثواب والعقاب فيها، وقبلتهم جميعًا جبل بني بيت المقدس ونابلس، ولغتهم غير لغة اليهود. انظر الملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٥٨).
وانظر تفصيل ابن قدامة رحمه الله في المغني (٩/ ٢٦٣)، وبيَّن فيه أن هؤلاء يدخلون ضمنًا مع اليهود والنصارى، وإنما المخالفة منهم لهم في فروع دينهم.
(٦) ما بين القوسين في هامش (مح).
(٧) في (سد): "يستنون" وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>