= النخلة. "وليخزي الفاسقين" قال: استنزلوهم من حصونهم. قال: وأمروا بقطع النخل، فحك في صدورهم، فقال المسلمون: قد قطعنا بعضًا وتركنا بعضًا، فلنسألن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَلْ لنا فيما قطعنا من أجر، وهل علينا فيما تركنا من وزر؟ فأنزل الله:{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ}. قال: هذا حديث حسن غريب.
وقد أخرجه النسائي في الكبرى: كتاب التفسير. انظر: تفسير سورة الحشر (٦/ ٤٨٣: ١١٥٧)، وفي السير (٥/ ١٨٢: ٨٦١٠)، عن الحسن الزعفراني به بلفظه. وقال بعده في الموضعين قال: كان عفان حدّثنا بهذا الحديث عن عبد الواحد، عن حببب، ثم رجع فحدثنا عن حفص. اهـ.
ورجاله كلهم ثقات، إلَّا ما ذكر من اختلاط حفص بن غياث، ورواية عفان عنه الظاهر أنها قبل اختلاطه إذ هو بصري، وحفص إنما اختلط في الكوفة، وبغداد. فهو إن شاء الله صحيح. على أن الترمذي قال في المكان المتقدم: وروى بعضهم هذا الحديث عن حفص بن غياث، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بن جبير مرسلًا، ولم يذكر فيه عن ابن عباس.
قال: حدّثنا بذلك عبد الله بن عبد الرحمن، عن هارون بن معاوية، عن حفص ... إلخ.
لكن هارون بن معاوية هذا قال عنه في التقريب: صدوق (٢/ ٣١٣: ٢٤)، وعليه فرواية الاتصال أولى وأصح.
وقد عزاه السيوطي في الدر (٦/ ٨٨)، إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وعن ابن عباس.
٢ - حديث ابن عمر:
أخرجه الإِمام البخاري في صحيحه في عدة مواطن. ولفظه "حرق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نخل بني النضير، وقطع، وهي البويرة. فنزلت:{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا ...} الآية. =