= ذهب إلى هذا البيهقي في الدلائل (٢/ ٢٣٠)، حيث قال: قلت: يحتمل قوله في الحديث الصحيح: ما صحبه منا أحد، أراد به في حال ذهابه لقراءة القرآن عليهم. اهـ. وذكر كلامًا سيأتي. وذكر ذلك صاحب الجوهر النقي (١/ ١٢)، وعزاه لجماعة من المحققين.
وذكره الزيلعي في نصب الراية (١/ ١٤٣).
٤ - منهم من تأول قوله:"فبتنا بشر ليلة بات بها قوم" في صحيح مسلم، على غير ابن مسعود ممن لم يعلم بخروجه عليه الصلاة والسلام إلى الجن.
ذكر ذلك البيهقي في الدلائل (٢/ ٢٣٠)، حيث قال: إلَّا أن ما روي في هذا الحديث فيه إعلام أصحابه بخروجه إليهم يخالف ما روي في الحديث الصحيح من فقدانهم إياه حتى قيل. اغتيل، استطير، إلَّا أن يكون المراد بمن فقده غير الذي علم بخروجه. والله أعلم.
ونقله عنه الزيلعي في نصب الراية (١/ ١٤٤)، وقال عنه: وهو محتمل على بعد. أهـ.
٥ - منهم من قال بتعدد الواقعة، وأن الجن وفدوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- عدة مرات.
حضر ابن مسعود بعضها، ولم يحضر الأخرى.
ذهب إلى هذا البيهقي، واستدل بأحاديث منها: ما أخرجه البخاري في صحيحه، مناقب الأنصار باب إسلام سعد بن أبي وقاص (٣٨٦٠ - ٣/ ٥٦)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كان يحمل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إداوة لوضوئه وحاجته. فبينما هو يتبعه بها، فقال: من هذا .. إلى أن قال في العظم والروثة:"هما من طعام الجن، وإنه أتاني وقد حن نصيبين -ونعم الجن- فسألوني الزاد فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثه إلَّا وجدوا عليها طعمًا".
مما يدل على تكرر مجيئهم بعد ذلك.
واستدل أيضًا بالحديث الذي أخرجه أبو نعيم في الدلائل عن عمرو بن غيلان، =