١ - الأخذ بالحديث الصحيح لذاته الوارد في صحيح مسلم وغيره الذي يفيد عدم حضوره ليلة الجن. واطراح الأحاديث الباقية لأنها طرق لا تسلم من ضعف.
ذهب إلى هذا الدارقطني في العلل (٥/ ١٠٣٤٧)، إذ قال بعد أن ذكر الأحاديث المروية في شهوده، وضعفها. قال: والصحيح ما روي عن ابن مسعود أنه لم يشهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن.
وقال في السنن (١/ ٧٧)، بعد أن ذكر الحديث عن علقمة أن عبد الله لم يحضرها قال: هذا هو الصحيح عن ابن مسعود.
وكذا أبو زرعة وأبو حاتم حيث قالا: ولا يصح في هذا الباب شيء. انظر: العلل لابن أبي حاتم (١/ ١٥).
والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٩٦)، وعبارته: فهذا الباب إن كان يؤخذ من طريق صحة الإِسناد فهذا الحديث الذي فيه الإِنكار أولى، لاستقامة طريقه ومتنه، وثبت رواته. اهـ.
وكأن البيهقي يذهب إلى هذا في السنن الكبرى (١/ ٩ - ١٠)، إذ ذكر الطرق التي تفيد شهوده وضعفها ثم ذكر الصحيح.
وهذا المسلك لا أراه أولى من غيره لأن فيه إهمالًا لحديث مقبول محتج به أيضًا.
٢ - أن الرواة أسقطوا حرفًا من الأحاديث النافية. وأن أصله: ما شهدها أحد غيري فأسقط الراوي: غيري.
ذهب إلى هذا ابن قتيبة في مختلف الحديث (ص ١١٩)، والبطليوسي في التنبيه على أسباب الاختلاف (ص ١٩٤). ولكن لا يسلم هذا إذ الحديث في صحيح مسلم، والرواة له أكثر من واحد، ويبعد أن يجتمعوا على وهم.
٣ - أن عبد الله لم يكن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حال المخاطبة، وإنما كان بعيدًا عنه، أي: في الخط الذي خط له. =