(٨) نقل ابن الأثير في النهاية (٣/ ٣٩١)، عن ابن الأعرابي أنه قال: كانت العرب تتغنى بالرُّكباني -وهو نشيد بالمد والتمطيط- إذا ركبت وإذا جلست في الأفنية وعلى أكثر أحوالها فلما نزل القرآن أحبّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تكون هجيِّرا هم بالقرآن مكان التغني بالرُّكباني. اهـ. وقال في معنى تمنيت: أي ما كذبت. التمنِّي التكذُّب تفعُّل من منى يمني إذا قدّر؛ لأن الكاذب يقدّر الحديث في نفسه ثم يقوله. ينظر: النهاية (٤/ ٣٦٧). و (لسان العرب: م ن ا - غ ن ا). وعليه فمراده رضي الله عنه أتى ما فعلت شيئًا من التغنّي بالشعر ولا كذبت. وورد في حديثه رضي الله عنه في المسند (١/ ٦٥)، أنه قال: ولا تمنيت أن لي بديني بدلًا منذ أسلمت. فهذا تفسير للتغنّي هنا، والله أعلم. هذا على الضبط الذي في النسخة الأصلية "تغنَّيت"، بالمعجمة وإن كان في نسخة (عم) كما أشرت "تغيّبت" بالمعجمة والياء التحتية والباء الموحدة من التغيّب. وفي النهاية إشارة إلى ضبط آخر "تغنّيت" بالعين المهملة والنون ثم الياء المثناة التحتية وان لم يذكر له معنى مناسبًا. فالظاهر والعلم عند الله أن الأقرب والأنسب هو ما في الضبط الأول. (٩) ينظر: تخريج الحديث.