= فتقولون إن الله لم يجب دعوتكم؟ أم تقولون: هان الدين على الله؟ أم تقولون: إني أخذت هذا الأمر بالسيف والغلبة ولم آخذه عن مشورة من المسلمين؟ أم تقولون: إن الله لم يعلم من أول أمري شيئًا لم يعلم من آخره؟ فلما أبوا قال: اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تبق منهم أحدًا.
قال مجاهد: فقتل الله منهم من قتل في الفتنة وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفا فاباحوا المدينة ثلاثًا يصنعون ما شاؤوا لمداهنتهم.
ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (١١/ ٣٣٤)، عن أبي بكر الحاسب، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمرو الجزار، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن اللهم، عن ابن سعد به بنحوه.
وحفص بن أبي بكر وهيّاج بن سريع لم أجد لهما ترجمة.
وأما حديث عبد الرحمن بن جبير فقد رواه:
نعيم بن حمّاد في الفتن (١/ ١٨٥: ٤٨٨)، عن أبي المغيرة، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن جبير أن عثمان رضي الله عنه قال يوم حُوصر: بم يستحلون قتلي وإنما يحل القتل على ثلاثة: من كُفْر بعد إيمان، وزنىً بعد إحصان، أو قتل نفس بغير نفس ولم آت من ذلك شيئًا، والله لئن قتلتموني لا تَصلُّوا جميعًا ولا تجاهدوا عدوًا جميعًا إلَّا عن أهواء متفرقة.
ولم أجد من نصّ على سماع عبد الرحمن بن جبير، من عثمان رضي الله عنه.
والحاصل في الحديث أنه صحيح لغيره لمتابعة الحسن البصري، والله أعلم.