= قال البيهقي: وكذلك رواه الحُمَيدي عن سفيان، والصحيح عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. ثم نقل البيهقي عن يونس بن عبد الأعلى قوله: قال لي الشافعي -رحمه الله- في هذا الحديث: إتَّبعَ سفيانُ بن عيينة في قوله: (الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن) المجرة -يريد لزوم الطريق-. قال عبد الرحمن بن محمد -الراوي عن يونس-: وذلك أن مالكًا، ويونس، وغيرهما رووا الحديث عن الزهري، عن حميد، عن عبد الرحمن القاري، عن عمر، فأراد الشافعي أن سفيان وهِمَ، وأن الصحيح ما رواه مالك. اهـ.
قلت: وكذا قال أحمد بن حنبل. انظر: فتح الباري (٣/ ٤٨٩)؛ تغليق التعليق (٣/ ٧٩)، وقد ذكر الحافظ في الفتح (٣/ ٤٨٩) أن الأثرم رواه من طريق نوح بن يزيد، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري. مثل رواية سفيان -وهذا سند رجاله ثقات- فلعله كان عند الزهري من طريقين، وليس هذا بغريب على حافظ واسع الحفظ مثل الزهري، وهو أولى من توهيم سفيان بن عيينة -والله أعلم-. لكن وجدت أبا حاتم قد وافقهم على تخطئة ابن عيينة ومن وافقه. انظر: العلل لابنه (١/ ٢٨٢: ٨٣٥).
ورواه سعيد بن أبي عروبة في المناسك: عن قتادة، عن عطاء، عن عمر مرسلًا. قاله الحافظ في تغليق التعليق (٣/ ٧٩).
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف:(ج ٤)، القسم الأول (ص ١٦٩: ١١١٧)، من طريق ابن أبي ليلى، عن عطاء قال:(طاف عمر ... الحديث).
وهذا كسابقه، لأن عطاء بن أبي رباح لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإنما ولد في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. انظر: التهذيب (٧/ ٢٠٢).