= عن أبي نعيم، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس به، بنحوه.
ورواه أيضًا في الموضع المتقدم، عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن يوسف بن الحسن بن محمَّد، عن أبي نعيم به، بنحوه.
ورواه الإِمام أحمد في المسند (أحمد شاكر ٣/ ١٦٤٦: ١٦٤٨)، عن يزيد بن هارون، عن المسعودي به، مختصرًا وذكر الزيادة التي في آخره.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح ... وإنما صححنا الحديث مع هذا؛ لأنه ثبت معناه من حديث ابن عمر بإسناد صحيح.
قلت: والحديث الذي أشار إليه أخرجه البخاري في الصحيح -كتاب مناقب الأنصار، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل- البخاري مع الفتح (٧/ ١٧٦: ٣٨٢٦)، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بَلْدَح [وهو وادٍ قبل مكة من جهة المغرب. مراصد الاطلاع (١/ ٢١٧)]. قبل أن ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- الوحي فقدّمت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- سفرة فأبى أن يكل منها، ثم قال زيد: إني لستُ آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلَّا ما ذكر اسم الله عليه، وأنّ زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ... الحديث.
ورواه أيضًا في كتاب الذبائح والصيد -باب ما ذبح على النصب والأصنام- البخاري مع الفتح (٩/ ٥٤٥: ٥٤٩٩)، لكن وقع بلفظ:"فقدّم إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سفرة لحم فأبى أن يأكل منها، ثم قال: ... إلخ". وهو عند الإِمام أحمد. (المسند ت أحمد شاكر ٧/ ٥٣٦٦: ٥٣٦٩).
وقد جمع ابن المنير بين هذا الاختلاف بأن القوم الذين كانوا هناك قدموا السفرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقدمها لزيد فقال زيد مخاطبًا لأولئك القوم ما قال.
وقال ابن بطال: كانت السفرة لقريش قدموها للنبي -صلى الله عليه وسلم- فأبى أن يأكل منها فقدمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لزيد بن عمرو فأبى أن يأكل منها، وقال مخاطبًا لقريش الذين قدموها أولًا:"إنا لا نأكل مما ذبح على أنصابكم". =