للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٢٧ - [١] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (١): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قال: اهتزّ العرش لحُبِّ الله تعالى لقاءَ سعد رضي الله عنه فَقَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي السَّريرَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} (٢) قال: تفسخت أعواده (٣)


(١) المصنف له (١٢/ ١٤٢: ١٢٣٦٦).
(٢) سورة يوسف: الآية ١٠٠.
(٣) حديثا "اهتزّ العرش لموت سعد" حديث متواتر كما قال أئمة هذا الشأن ومنهم ابن عبد البر
والسيوطي وغيرهما. (ينظر: فيض القدير ٣/ ٦٤، ونظم المتناثر للكتاني ١٩٨: ٢٣٨).
وهو في صحيح البخاري في كتاب مناقب الأنصار رضي الله عنهم -باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه- البخاري مع الفتح (٧/ ١٥٤: ٣٨٠٣)، عن جابر رضي الله عنه بلفظ: "اهتزّ عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ". وفي مسلم -فضائل الصحابة- باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه (ح ٢٤٦٧)، من حديث جابر وأن رضي الله عنهم.
واهتزاز العرش محمول على ظاهرة حقيقة بكيفية لا يعلمها إلَّا الله جل وعلا.
قال الإِمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (٥/ ٣٣٠)، اختلف العلماء في تأويله فقالت طائفة هو على ظاهره واهتزاز العرش تحركه فرحًا بقدوم روح سعد وجعل الله تعالى في العرش تمييزًا حصل به هذا ولا مانع منه كما قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [البقرة ٧٤]، وهذا القول هو ظاهر الحديث وهو المختار.
وقال المازري: قال بعضهم: هو على حقيقته وأن العرض تحرك لموته قال: وهذا لا ينكر من جهة العقل لأن العرش جسم من الأجسام يقبل الحركة والسكون.
قال: لكن لا تحصل فضيلة سعد بذلك إلَّا أن يقال: إن الله تعالى جعل حركته علامة للملائكة على موته.
وقال آخرون: المراد اهتزاز أهل العرش وهم حملته وغيرهم من الملائكة فحذف المضاف والمراد بالاهتزاز الاستبشار والقبول، ومنه قول العرب: فلان يهتز للمكارم لا يريدون اضطراب جسمه وحركته وإنما يريدون ارتياحه إليها لاقباله عليها.
وقال الحربي: هو كناية عن تعطيم شأن وفاته، والعرب تنسب الشيء المعظم إلى أعظم الأشياء فيقولون: أظلمت لموت فلان الأرض وقامت له القيامة.
وقال جماعة: المراد اهتزاز سرير الجنازة وهو النعش، وهذا القول باطل يرده صريح هذه =

<<  <  ج: ص:  >  >>