للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يحصل منها كبير فائدة، وهذه الأمور تزداد أهميتها إذا عرف قلة ما خدم وحقق من كتب السلف الكرام مقارنة مما هو موجود في خزائن الكتب ودور المخطوطات من هذا التراث الضخم الذي تراكم عليه غبار السنين مع أن الحاجة ماسَّة إليه.

فمسؤوليتنا عظيمة أمام الله جل وعلا، لا سيَّما وهناك دعوات قائمة الآن إلى نبذ كل ما هو قديم أو موروث حتى تقطع الأمة عن دينها وعقيدتها وعلمها وأخلاق سلفها.

ولا يعفي طلبة العلم من هذه المسؤولية إلَّا إخلاص النية لله أولًا، ثم التفاني في سبيل نشر العلم الشرعي وإخراج مثل هذه الكتب التي صنّفها أئمتنا ونشرها وتبليغ ما فيها بكل أمر ممكن.

ومن أهم الأمور التي استفدتها من هذا البحث، أن الباحث في الأسانيد وأحوال الرجال لا ينبغي له الاقتصار على الكتب المختصرة في هذا الفن بل لا بد من الرجوع إلى الكتب المطولة، واستقصاء جميع ما قيل في الراوي أو أكثره حتى تبرأ ذمة الباحث في ذلك وحتى يحكم على الراوي عن بصيرة وعلم ومن ثم يحكم على الحديث.

وأخيرًا أسال الله جل وعلا أن يتقبل هذا العمل المتواضع، وأن ينفع به من قرأه أو رآه وأن يزيدنا علمًا نافعًا وعملًا صالحًا متقبلًا، وأن يجعل علمنا حجة لنا لا حجة علينا وأن يغفر ذنوبنا ويستر زلاتنا وأن يجعل سرّنا خيرًا من علانيتنا إنه ولينا وحسبنا.

وصلَّى الله على نبيّنا محمَّد وعلى آله وصحبه ومن تبع سنَّته واقتفى أثره وسلم تسليمًا كثيرًا، "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين".

<<  <  ج: ص:  >  >>