للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

= توضيح المشتبه (١/ ٥١٥)؛ تعجيل المنفعة (٤٥٥)؛ اللسان (٦/ ٢٩٠).

وقد صحح العلَاّمة أحمد شاكر هذا الإسناد -في تعليقه على المسند (٢/ ٣٠٣: ١٢٤٨) - وما أظنه يوافق على ذلك، لأن حبيب بن أبي ثابت مدلس لايقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وقد تكلم غير واحد في سماعه من عاصم بن ضمرة.

وقد أعله الحافظ في التلخيص (١/ ٢٧٨) بعلة أخرى، وهي أن تصريح ابن جريج بإخبار حبيب له وهم. ولعل الذي دفع الحافظ إلى هذا القول أن أبا داود رواه من طريق حجاج بن محمد المصيصي، عن ابن جريج، قال: أخبرت عن حبيب بن أبي ثابت. وهذا فيه تصريح ابن جريج أنه لم يسمعه من حبيب، وقد قال أبو حاتم (علل ابن أبي حاتم ٢/ ٢٧١): ابن جريج لم يسمع هذا الحديث بذا الإسناد من حبيب، إنما هو من حديث عمرو بن خالد الواسطي، ولا يثبت لحبيب -وقد تحرفت في المطبوع إلى (لحسن) - رواية عن عاصم، فأرى أن ابن جريج أخذه من الحسن بن ذكوان، عن عمرو بن خالد، عن حبيب، والحسن بن ذكوان وعمرو بن خالد ضعيفا الحديث. اهـ.

قلت: وكلام أبي حاتم خاص برواية حجاج عن ابن جريج، لقوله: (بذا الإسناد)، فلا يقدح هذا في تصريح ابن جريج بإخبار حبيب له في طريق أخرى غير هذه الطريق، لأن ابن جريج حافظ واسع الحفظ فيمكن أنه سمعه أولًا من الحسن بن ذكوان، أو غيره، ثم سمعه من حبيب بن أبي ثابت مباشرة.

وذكر يعقوب بن شيبة عن علي بن المديني أنه قال في حديث ابن جريج هذا:

رأيته في كتب ابن جريج: أخبرني إسماعيل بن مسلم، عن حبيب. انظر: شرح العلل (٢/ ٨٢٨). وكلام ابن المديني هذا معارض لما ذهب إليه أبو حاتم لأن أبا حاتم لم يجزم بما قال، وإنما قال: (فأرى أن ابن جريج أخذه من الحسن بن ذكوان)، فمن رآه في كتبه أثبت ممن قال بغلبة الظن، فيكون الساقط بين ابن جريج، وحبيب في رواية=

<<  <  ج: ص:  >  >>