= أبو بكر، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أخذته قريش، فهذا يجؤه وهذا يتلقاه ويقولون له: أنت تجعل الآلهة إلهًا واحدًا؟! فوالله ما دنا منا أحد إلَّا أبو بكر، يضرب هذا ويدفع هذا، ويقول: وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ، ثم بكى عليِّ، ثم قال: أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون أفضل أم أبو بكر؟ فسكت القوم، فقال عليّ: والله لساعة من أبي بكر خير منه، ذاك رجل يكتم إيمانه، وهذا يعلن إيمانه.
قلت: لم أجده في البحر الزخار من طريق محمد بن علي عن أبيه، بل رواه البزّار في البحر الزخار (٣/ ١٤: ٧٦١) من طريق محمد بن عقيل قال: خطبنا علي بن أبي طالب، فذكره.
وهذا الطريق أورده الهيثمي في كشف الأستار (٣/ ١٦١: ٢٤٨١).
وقال في المجمع (٩/ ٤٦): وفيه من لم أعرفه. اهـ.
٣ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَقَدْ ضَرَبُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مرة حتى غُشي عليه، فقام أبو بكر رضي الله عنه فَجَعَلَ يُنَادِي: وَيْلَكُمْ! أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ ربي الله، فقال: من هذا؟ قال: ابن أبي قُحافة المجنون.
رواه أبو يعلى في مسنده (٦/ ٣٦٢: ٣٦٩١)، والبزار كما في كشف الأستار (٣/ ١٢٥: ٢٣٩٦)، والحاكم في المستدرك (٣/ ٦٧)، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم. اهـ. ووافقه الذهبي. وصحح إسناده الحافظ ابن حجر كما في الفتح (٧/ ٢٠٧).