الحديث بهذا الإِسناد فيه موسى بن مسعود النهدي وهو صدوق سيء الحفظ، والسائب بن يسار الطائفي، ذكره البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: كان يروي عن يزيد المراسيل.
وقد تابع موسى بن مسعود: معن بن عيسى كما في رواية الطبري، فتبقى العلة الثانية، ويتوقف في الحكم على الحديث، إلَّا أن للحديث شاهدًا من حديث الفهري.
كما قال ابن كثير. يرتقي فيه الحديث إلى الحسن لغيره.
وهو ما رواه أحمد في مسنده (٥/ ٢٨٦)، قال: حدَّثنا بهز، حدَّثنا حماد بن سلمة، أخبرني يعلي بن عطاء، عن أبي همام -قال أبو الأسود، هو عبد الله بن يسار- عن أبي عبد الرحمن الفهري، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في غزوة حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس، لبست لأمتي وركبت فرسي. فانطلقت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في فسطاطه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، حان الرواح؟ فقال: أجل، فقال: يا بلال، فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طائر، فقال: لبيك وسعديك وأنا فداؤك، فقال: اسرج لي فرسي. فأخرج سرجًا دفتاه من ليف ليس فيهما أشر ولا بطر، قال: فأسرج. قال: فركب وركبنا فصاففناهم عشيتنا وليلتنا، فتشامت الخيلان، فولى المسلمون مدبرين، كما قال الله عزَّ وجلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله، ثم قال: يا =